أسهم أوروبا تتحول إلى التراجع وأسهم البنوك تلقي بظلالها على أسهم شركات التعدين

اليورو ينتعش والإسترليني يهوي أمام الدولار مع استمرار المخاوف بشأن منطقة اليورو

تراجع الجنيه الإسترليني لأدنى مستوى له في ثمانية أشهر ونصف مقابل الدولار
TT

تحولت الأسهم الأوروبية إلى الانخفاض في المعاملات الصباحية، أمس، مع تراجع أسهم البنوك بفعل استمرار المخاوف بشأن مشكلات الديون السيادية في منطقة اليورو، مما ألقى بظلاله على انتعاش أسهم شركات التعدين.

وانخفض مؤشر «يوروفرست» لأسهم كبرى الشركات الأوروبية 0.3 في المائة إلى 969.21 نقطة، بعد أن ارتفع إلى 981.71 نقطة في وقت سابق. وقال مانوغ لادوا، متعامل كبير من «آي تي إكس كابيتال»: «إنه استمرار لما شهدناه الأسبوع الماضي، ومخاوف بشأن احتمال انتقاله إلى أسواق أخرى».

وسجلت الأسهم الأوروبية أقل مستوياتها في ثلاثة أسابيع الأسبوع الماضي، بفعل مخاوف بشأن مشكلات الديون في اليونان، واحتمال امتدادها إلى دول أخرى في منطقة اليورو.

وانخفضت أسهم «باركليز» و«سوسيتيه جنرال» و«بي إن بي باريبا» و«كومرتس بنك» بين 0.2 و0.7 في المائة. وتراجعت أسهم البنوك اليونانية أربعة في المائة، إذ هبط سهم «بنك اليونان الوطني» 4.3 في المائة، في حين هوى سهم «بنك بيريوس» 4.5 في المائة.

وقال مانوس هاتزيداكس، المحلل لدى «بيجاسوس سيكيوريتز»: «لا يركز المستثمرون على الأساسيات الآن، ولكن على الوضع المالي للبلاد».

وتراجع الجنيه الإسترليني لأدنى مستوى له في ثمانية أشهر ونصف مقابل الدولار، أمس، حيث تحملت العملة البريطانية تبعات عمليات البيع لتجنب المخاطرة، في ظل المخاوف حيال السلامة المالية لبعض اقتصادات منطقة اليورو.

ودفع القلق حيال قدرة بعض دول منطقة اليورو مثل اليونان والبرتغال على خدمة ديونها المستثمرين، إلى تقليل تعرضهم للأصول التي تنطوي على مخاطرة، ومن بينها تلك المقومة بالإسترليني الذي عاني في الأسابيع الأخيرة.

كما ألقت مشكلات داخلية بظلالها على الجنيه الإسترليني. ويقول محللون إن الإسترليني قد يتعرض للمزيد من ضغوط البيع، فيما تلقي المخاوف الواسعة بشأن الديون السيادية الضوء على الأوضاع المالية القاتمة في بريطانيا نفسها، وتعزز تجنب المخاطرة. وتراجع الجنيه الإسترليني لليوم الرابع على التوالي ليسجل 1.5535 دولار في بداية التعاملات في لندن، في أدنى مستوياته منذ أواخر مايو (أيار) 2009، وهبط الإسترليني 0.4 في المائة خلال اليوم ليسجل 1.5575 دولار.

أما اليورو، فقد ارتفع أمام الدولار، أمس، لينتعش من خسائره في الفترة الأخيرة، ولكنه لا يزال قريبا إلى أقل مستوياته في عدة أشهر بفعل مخاوف بشأن الأوضاع المالية لبعض دول منطقة اليورو.

وقال متعاملون إن المستثمرين محبطون، إذ لم يثمر اجتماع مجموعة السبع عن تحرك ملموس لمعالجة قضايا الديون السيادية لدول مثل اليونان والبرتغال وإسبانيا.

وأبلغ وزراء المالية الأوروبيون نظراءهم في مجموعة السبع أنهم سيعملون على ضمان التزام اليونان بخطط خفض عجز ميزانيتها، ولكن محللين قالوا إنه يتعين بذل المزيد لاستعادة الثقة في أن هذه المشكلات لن تحبط انتعاش الاقتصاد العالمي.

ومع ذلك، سجل اليورو انتعاشا طفيفا، أمس، إذ تباطأ تجنب المخاطر مع ارتفاع الأسهم الأوروبية 0.7 في المائة من أدنى مستوياتها في ثلاثة أشهر، الذي سجلته في الجلسة السابقة، وذلك بدعم من ارتفاع أسعار السلع الأولية.

وارتفع اليورو 0.2 في المائة إلى 1.369 دولار مقارنة بالجلسة السابقة، وهو ما يزيد بأكثر من سنت على أقل مستوياته في ثمانية أشهر ونصف الشهر عند 1.358 دولار، الذي سجله في منصة التداول الإلكترونية يوم الجمعة.

وانخفضت العملة الموحدة نحو 10 في المائة من أعلى مستوياتها في 15 شهرا عند 1.514 دولار في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، إذ تفاقم التوتر بشأن المشكلات المالية في اليونان التي امتدت إلى البرتغال وإسبانيا.

وتراجع الدولار الأميركي أيضا بفعل انخفاض مؤشر الدولار 0.3 في المائة عند 80.170. ومع ذلك، فإن المؤشر ليس بعيدا عن أعلى مستوياته منذ يوليو (تموز) 2009 عند 80.683 الذي سجله يوم الجمعة.

وبين العملات التي تنطوي على مخاطر عالية ارتفع الدولار الأسترالي 0.3 في المائة إلى 0.8698 دولار، في حين ارتفع الدولار النيوزيلندي 0.5 في المائة إلى 0.6908 دولار.

وقلص الين أيضا بعض مكاسبه التي سجلها في وقت سابق بدعم من شراء المستثمرين لعملات منخفضة العائد كاستثمار آمن. وارتفع الدولار 0.2 في المائة إلى 89.45 ين وارتفع اليورو 0.4 في المائة إلى 122.53 ين.

وهبط اليورو إلى 120.70 ين يوم الجمعة، وهو أدنى مستوياته في ما يقرب عاما.