تنسيق سياسة المواصلات بين الدول الأوروبية والعربية

مؤتمر نقل البضائع في المتوسط

TT

المؤتمر المهم حول المواصلات ونقل البضائع في المتوسط الذي نظمته، الأسبوع الماضي، وزارة الخارجية الإيطالية في مدينة تريستا، في شمال شرقي البلاد، بعد المناقشات ثم المداولات، انتهى إلى توصيات تدعو إلى تنسيق السياسات والأمور التنظيمية والقانونية والإجراءات في بلدان ضفتي البحر الأبيض المتوسط الأوروبية والعربية، وأبدى أحد البنوك الإيطالية الكبيرة «يوني كريدت» استعداده لتمويل المرحلة الأولى في إيطاليا، بتمويل إنشاء رصيف بحري جديد في ميناء تريستا للتوسع في التبادلات التجارية بين بلدان المتوسط.

ورأست جلسات النقاش ستيفانيا كراكسي نائبة وزير الخارجية الإيطالي وزميلها من وزارة المواصلات والبنية التحتية، ومحمد عزيزة من تونس رئيسا للمرصد المتوسطي، وشاركت وفود عديدة من الدول العربية والأوروبية.. وأبدت الوفود اهتمامها بمشروع الرصيف البحري في تريستا لأنه سيحفز زيادة التجارة مع مصر والبضائع التي تمر عبر قناة السويس، ويمثل خطوة استراتيجية تفيد دول شمال أفريقيا كافة لتنشيط تجارتها مع أوروبا الشمالية حتى البلاد المجاورة لبحر البلطيق.

وخلال المداولات بين وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني ووزير النقل التونسي عبد الرحيم الزواري، أكد الطرفان على أهمية المشروع للدول المغاربية وإمكانية جذب اهتمام شركات الملاحة البحرية الكبيرة مثل مجموعة غريمالدي وتطور تعاونها مع اتحاد المغرب العربي في الرباط واتحاد الموانئ العربية في الإسكندرية. وتقرر متابعة هذه الاجتماعات في إيطاليا لبحث القطاعات الأخرى عما قريب.

كان اختيار مدينة تريستا لعقد المؤتمر الأول لافتا للأنظار من الناحية الرمزية، فهي مدينة صغيرة نسبيا يزيد عدد سكانها على مائتي ألف نسمة، لكنها نشطة في التجارة وتحتاج إلى التوسع في البنية التحتية، وقد تنازعت عليها إيطاليا ويوغوسلافيا عام 1948 ثم حلت المشكلة قانونيا، وأصبحت للمدينة أهمية تجارية لكل دول البلقان، وهي تصدر 40 في المائة من القهوة الإيطالية، ويقع فيها مقر أكبر شركة تأمين إيطالية وهي «جنرالي». واجتمعت في تريستا في الصيف الماضي اللجنة الرباعية لحل النزاع العربي - الإسرائيلي برئاسة توني بلير والأمين العام للأمم المتحدة ووزير الخارجية الروسي، وجورج ميتشل المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط. كانت تريستا تاريخيا جزءا من الإمبراطورية النمساوية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى وكانت رابع أكبر مدينة فيها بعد فيينا وبودابست وبراغ.