مصادر سعودية: الخلاف بين «حديد» وناقليها يحسم لصالح «جلوب مارين»

TT

كشفت مصادر قريبة من الخلاف بين شركة «حديد»، احدى شركات «سابك»، وناقليها السابقين ان القضية محسومة لصالح الناقل الجديد والذي اوكلت اليه الشركة مهام نقل منتجاتها في عقد تفوق قيمته المالية مليار ريال ولمدة 10 سنوات.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الناقلين السابقين لدى شركة حديد والبالغ عددهم 68 ناقلا، طالبوا بتدخل جهات عليا في البلاد بهدف اعادتهم للعمل مع شركة حديد كما هو في السابق، وقد رفعوا برقية جماعية الى الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي الذي وجه بتكليف جهات لبحث القضية، كان نتيجتها ان ترسية العقد تمت بطريقة نظامية وصحيحة ووفق ما هو معمول به، وان الشركة لديها ما يبرر في التعاقد مع شركة واحدة بدلا من اكثر من جهة وبطريقة تخدم مصلحة العمل. واكد المهندس احسان عبد الجواد المدير التنفيذي في شركة الخدمات البحرية العالمية المالكة لشركة «جلوب مارين» التي فازت بتنفيذ العقد الذي تبلغ مدته عشر سنوات قابلة للتجديد لمدة ثلاث سنوات اخرى في لقاء مع «الشرق الأوسط» امس ان شركته كانت ضمن سبع شركات مؤهلة تم تقديم عروضها، حيث كان عرض «جلوب مارين» هو الافضل تجاريا وفنيا، وقد تم اسناد العقد وفق انظمة ومعايير. وينص العقد على قيام الشركة باعادة تأهيل وتطوير اسلوب نقل منتجات شركة حديد، وذلك وفق دراسات وخطط مدروسة بدلا من الطريقة السابقة، كما يتضمن العقد توفير خدمات فنية وادارية متكاملة لادارة ومناولة ونقل منتجات حديد النهائية من مصنع الشركة في مدينة الجبيل لعملاء حديد عبر السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وايضا لموانئ التصدير. ويبلغ حجم الاستثمار في العقد 300 مليون ريال يتم استثمارها في رفع كفاءة النقل وتقليص النفقات وتوظيف وتطوير الايدي العاملة الوطنية، الى جانب تشجيع الاستثمار في مجال النقل، وتطوير الشاحنات والمعدات لتصبح قادرة على نقل احمال تصل الى 30 طنا لزيادة الكميات التي يتم نقلها لمواكبة احتياجات السوق المحلية والاقليمية وايضا المساهمة في تحسين بيئة العمل ورفع معدلات السلامة واستخدام اساليب ادارية متجددة وحديثة لاسيما تطوير نظام الكومبيوتر. واكد ان شركة حديد تسعى لرفع وتطوير كفاءة النقل لديها ليكون بمقدورها تلبية الطلب المتزايد على منتجاتها داخل السعودية وخارجها.

واشار رئيس شركة «جلوب مارين» في حديثه اول امس الى ان اكثر من 30 ناقلا من الناقلين السابقين لدى شركة حديد «يعملون حاليا معنا في نقل منتجات الشركة لمختلف المناطق، وان عددهم يتزايد يوما بعد يوم». وقال انه وبموجب العقد المبرم مع حديد يجب التعاقد مع ناقلين بالباطن، كما ان الشركة لديها القدرة على تنفيذ ما اشترطته شركة حديد في الاتفاقية المبرمة معها، ولكن «من منطلق التعاون القائم بين الشركات السعودية فاننا دعونا المقاولين السابقين واخرين للعمل معنا لتنفيذ العقد، كما ان للشركة عقود نقل اخرى لصالح شركات عملاقة تعمل داخل السوق السعودية وفي منطقة الخليج». وقال ان عدد الشاحنات التي تقوم بشحن كميات من الحديد يتراوح بين 350 الى 450 شاحنة يوميا، ويتوقع ان يزيد عددهم الحالي خلال الفترة القادمة، «وعلى كل حال فان حجم الطلب هو الذي يتحكم بالكميات التي سننقلها مستقبلا».

واوضح ان كل من لديه معرفة بادارة المشاريع خاصة المشاريع الكبيرة منها يدرك ان البدايات تشهد ارباكاً نتيجة لتغيير اسلوب الادارة في المشروع، وسرعان ما تتلاشى امام احكام ومتانة التخطيط والقدرة على اتخاذ الاجراءات السليمة، كما ان العمل في المشروع يسير حاليا بخطى حسب ما هو مرسوم له، فيما اعتبر المشروع انه دعم للاقتصاد الوطني، من حيث رفع كفاءة شركات النقل وتقليل التكلفة ورفع كفاءة الامن والسلامة.

من جانب اخر اوضح احد الناقلين السابقين انضم مؤخرا للعمل مع شركة «جلوب مارين» ان العمل مع الناقل الجديد يتم بطريقة اكثر تنظيما وافضل من السابق، وان مسألة التعاون معه تخدم المصلحة العامة بشكل عام، كما ان العناد الذي تتبناه شركات ومؤسسات النقل الاخرى سوف تضر بهم وتلحق بهم خسائر اضافية، خاصة ان البعض منهم يمتلك اسطولا حديثا من الشاحنات، ومن الافضل استغلاله بالشكل الصحيح.

وفيما يتعلق بالمخزون الذي يتوفر لدى شركة حديد في مقرها بمدينة الجبيل الصناعية، فقد ابلغت مصادر في الشركة ان ذلك يعود للاحوال الجوية غير المستقرة في المنطقة والتي تشهدها البلاد بشكل عام فمن المعروف في هذا القطاع يجب ان يكون حديد التسليح في مأمن وبعيدا عن المياه بهدف حمايته من الصدأ قبل ان يتم تركيبه، لذلك تراكمت كميات محدودة من الحديد في مستودعات الشركة، ولا يعني ذلك ان الناقل لم يستطيع نقلها او ايصالها الى نقاط التوزيع. وكان الدكتور هاشم بن عبد الله يماني وزير الصناعة والكهرباء ورئيس مجلس ادارة شركة سابك قد التقى مؤخرا الناقلين السابقين بناء على تكليف من جهات عليا في البلاد، وقدم حينها اقتراحا يدعو فيه شركات ومؤسسات النقل الذين سبق ان تعاملوا مع شركة حديد بالعمل تحت ادارة المقاول الجديد. الا ان هذا الاقتراح لم يجد ترحيبا من قبل الناقلين. ويرى مسؤولو شركات ومؤسسات النقل السابقين ان انهاء عقود 68 ناقلا دفعة واحدة تمت بطريقة غير نظامية، وان هذا الاجراء كبدهم خسائر مالية كبيرة، فيما فسروا تعاقد الناقل الجديد مع شركات اخرى بالباطن انه يعود لعدم مقدرة «جلوب مارين» على الوفاء بمتطلبات العقد، بينما كان الهدف من ذلك هو مشاركة اكبر عدد مممكن من الناقلين السعوديين وبناء على ما تضمنه العقد والذي يعد من العقود طويلة الامد، وقابل للتجديد للسنوات اخرى.