في فقرة التصويت التي تظهر يوميا في الموقع الإلكتروني لـ«الفيفا» كان السؤال المطروح بالأمس: من ترشح للفوز بالبطولة الآسيوية القادمة: الاتحاد السعودي وبونيكور الأوزبكي وبوهانغ ستيلرز الكوري الجنوبي والهلال السعودي وسباهان الإيراني وكاشيما الياباني وغامبا أوساكا الياباني؟!
ومع أن توقيت التصويت جاء مبكرا، حيث يبحث موقع «الفيفا» عن المشاركات والتوقعات وأكبر عدد من الأصوات بغض النظر عن نوعية المشاركة، فإن مجرد طرح السؤال يؤكد مدى أهمية الحدث. ولذلك أرى أن المشاركة في هذه البطولة بجدية وإيجابية لها أهميتها، وهي مسؤولية كبيرة بلا شك، وقد أخفقنا فيها في السنوات الأخيرة مع الأسف الشديد.
في كل المشاركات السعودية السابقة كنا نتعامل مع البطولة الآسيوية على أنها مجرد مسابقة لا تختلف عن بقية المسابقات الخارجية منها والمحلية، بل إن بعض أنديتنا تنازلت في مشاركات آسيوية سابقة عن هذه البطولة «المهمة جدا» وركزت على البطولات المحلية.
ناديان سعوديان.. هما الاتحاد والهلال.. جاءا ضمن الأندية الـ7، الأمر الذي يدل على أن للأندية السعودية مكانتها رغم ضعف الحضور في السنوات الأخيرة.
صحيح أن الهلال هو بطل الأرقام، والاتحاد بطل أفضل حضور سعودي آسيوي في العقد الأخير، إلا أن الواقع الحالي يؤكد أن الأندية السعودية لم تحضر في البطولات الآسيوية إلا بـ«التاريخ والسمعة». إنها مسؤولية كبيرة بلا شك، وسبق أن أشرت إلى أن النادي الجاد الذي يهمه سمعة كرة القدم السعودية بحاجة إلى وضع «استراتيجية» وخطة طويلة المدى لإعداد فريق قادر ومؤهل لتسيد كرة القدم الآسيوية.
نحن بحاجة ماسة للفوز ببطولة الأندية الآسيوية، لكن هذا الهدف لن يتحقق إن لم يتغير الحال.. ليس بالنسبة للاتحاد والهلال.. بل لأنديتنا الـ4 التي تخوض غمار تصفيات المجموعات.
تخطئ إدارات أنديتنا إن اعتقدت أن الاستعداد للبطولة الآسيوية مجرد «تجميع» للنجوم وإضافة 4 أسماء أجنبية.
لا يمكن لـ«ترسانة» النجوم أن تصنع شيئا في غياب «الاستراتيجية» التي تعتمد في كرة القدم الحديثة على الإعداد البدني رفيع المستوى. الإعداد البدني الذي يعتمد على العلم والخبرة.. وليس الخبرة فقط.
الجانب البدني في نظر الكثيرين مجرد «جري» لأطول فترة مع التدليك، وهنا يكمن الإهمال لأهم جانب من جوانب نجاح الفريق في كرة القدم الحديثة.
الإعداد البدني يأتي أولا.. بل إن نجاح كل الجوانب الأخرى يعتمد على النجاح الكبير في الجانب البدني.
الإعداد البدني بات علما له علاقة وثيقة بالمنافسة الرياضية.. لكن أنديتنا لم تع بعد أهمية هذا الجانب.