يبدو لي أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال قد اختصر في إجابته لبرنامج «صدى الملاعب» حول سؤال لزميلنا ماجد التويجري عن تعليقه لمن يقولون إن الهلال توج بطلا لأن الشباب تعثر في المباريات الأخيرة، ولأن الاتحاد لم يخرج من صدمة نهائي دوري أبطال آسيا التي حدثت يوم 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، ولأن النصر يتجهز بعد مرحلة من الكمون وها هو ينتفض ويبدأ باستعادة موقعه كقوة كبرى في الكرة السعودية بقيادة الأمير فيصل بن تركي، ولأن الأهلي يمر بحالة من انعدام التوازن فلم يفز سوى بسبع مباريات من أصل 19 لعبها وخسر ستا وتعادل بمثلها وهذه ليست حالته الطبيعية... ولأن ولأن... فيما ينكرون على الهلال تميزه هذا الموسم في كل خطوة خطاها إدارية كانت أم تنافسية أم تعاقدية....
يبدو لي أن الأمير اختصر في إجابته البسيطة ولكن بنفس (المنطقية والصرامة) كل ما يدور من أمراض على الساحة الرياضية العربية عندما استخدم مثلا شعبيا يستعمله البعض عندما لا يتمكنون من تحقيق أحلامهم... والمثل يقول: «اللي ما يطول العنب.. يقول عنه حامض» ومن يفتش في الدفاتر العربية الرياضية يجد أننا نادرا ما نهنئ الفائز بكل روح رياضية ونادرا ما نعترف أن فريقنا أو منتخبنا خسر لأن الفريق المواجه كان أقوى وأفضل ولأن هناك حدودا لقوتنا مقارنة بقوى الآخرين، وعادة ما نفتش عن شماعات نعلق عليها كل إخفاقاتنا من مدربين وحظ وسوء طالع ورطوبة وأرضية ملاعب ومؤامرات تحاك في الكواليس واتحاد لعبة يحابي هذا على حساب ذاك وجدول مباريات غير منصف والتعب من كثرة البطولات والإرهاق من السفر وفوارق التوقيت والتحكيم السيئ وهذه لوحدها اسطوانة يومية.... وهناك فرق أكاد أقسم أن المسؤولين عنها تحدثوا عن التحكيم في 99% من الخسائر التي واجهوها منذ سنوات خلت وكأن فريقهم يجب أن لا يخسر أبدا وإن خسر فهو لا يستحق ذلك... !!!
نعم حتى في المعارك السياسية والاقتصادية والإدارية نتهم الآخرين ولا نتهم أنفسنا بالتقصير لأن سياسية الاعتراف بالذنب والاستقالة عند الهزيمة والفشل وتحمل المسؤولية لدى الإخفاق ليست من شيمنا وليست من طباعنا، ويمكن لأحدنا أن يترك فريقه أو ناديه يحترق على أن يترك هو الكرسي أو المنصب...
بكل بساطة الهلال هذا الموسم (دون أن يتم اتهامي بالهلالية) كان هو الأكثر تنظيما واستعدادا وتحسبا للدوري والأكثر قدرة على التعامل مع المواقف الطارئة ومع المنافسين ومع لاعبيه ومشاكلهم ومع محترفيه وكيف ساعدهم على التأقلم وبالتالي على إعطاء حقيقة مستواهم الذي شكك البعض الكثير ومنهم هلاليون أيضا بجدوى التعاقد مع بعضهم، وأثبت الأمير عبد الرحمن وإداراته أنهم يفعلون ولا ينفعلون وأنهم يخططون ولا يكترثون لما يدور حولهم بقدر ما يركزون على أوضاعهم، فكانت النتيجة لقبا قبل ثلاثة أسابيع من النهاية ووصافة كأس الأمير فيصل والموسم ما زال في منتصفه....
مبروك للهلال وهاردلك لمن رأى أن العنب..... حامض جدا.