بطولات النفس القصير.. هؤلاء هم أبطالها؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

حينما سأل غيريتس عن أسباب جلوسه على «دكة البدلاء» إلى جانب مواطنه مومارت في نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد رد قائلا: «رئيس النادي يريد أن نحقق كل البطولات.. وأنا هنا للمساعدة لتحقيق هذا الطلب».

بصراحة لا أعتقد أن هناك رئيسا في العالم يطلب من فريقه تحقيق كل البطولات لكنني في الوقت ذاته أجزم بأن هناك رؤساء يتمنون كل الألقاب، بيد أن ذلك مرتبط بأولوية الأهداف التي ترسم مطلع كل موسم كروي.. بمعنى أن الهدف الأول والأهم حينما يبدأ الموسم الكروي لا يتجاوز البطولة الأهم والأغلى على مستوى العالم، وأقصد بالطبع الدوري المحلي!

وحتى أتعمق أكثر أقول إن فوز النصر مثلا بالمرتبة الرابعة في دوري زين السعودي للمحترفين كهدف بالنسبة له يعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، على اعتبار أن إدارة النادي بدأت تفكر في رسم سياستها نحو الاستحقاقات الكروية القارية وبصراحة أكثر لن يلفت العالمي أنظار عقلاء الكرة حينما يحقق دوري أبطال الخليج فطموحاته في تصوري يجب أن ترتقي لمسماه، وإلا كان مفترضا أن يطلق عليه «الخليجي» لا «العالمي»!

أنا هنا لا أسخر من النصر بقدر احترامي الكبير لمنهجية الأمير فيصل بن تركي كرئيس لناد كبير وعريق، لكنني أقدر خطواته في السير نحو إبراز فريقه بالشكل الذي يريده فالمرتبة الرابعة ربما تقود فريقه إلى المشاركة الآسيوية، وهي في رأيي أهم من الفوز ببطولة النفس القصير أيا كان مسماها، باستثناء طبعا كأس الملك التي تؤهل الفائز بلقبها مباشرة إلى حيث المشاركة الآسيوية، رغم أنها في الوقت نفسه بطولة نفس قصير لا تعبر عن أفضلية فريق وهذا رأيي ورأي كل عقلاء الكرة في العالم الذين يؤمنون دائما بأن بطل الدوري هو الأقوى والأفضل، أما بطولات خروج المغلوب فهي في الغالب للفرق ذات النفس القصير.

ربما يكون كلامي غير مقنع للبعض، لكن حتى أؤكد منطقية ما أطرحه عليكم يا سادة يا كرام أن تذهبوا إلى سجل أبطال كأس إنجلترا وكأس إسبانيا وكأس إيطاليا، على اعتبار أنها الأشهر عالميا، وستدركوا مثلا أن السنوات العشر الماضية لن تجد الفرق العريقة مسيطرة على كؤوس هذه البطولات الثلاث، وسترى بعينيك أن الأندية الفائزة هي تلك التي تنافس في الدوري على مراكز الوسط، وربما في المؤخرة، وهذه الأندية بلا شك تجد مثل هذه البطولات متنفسا لها لزيادة عدد بطولاتها، رغم أن الأصل والتألق والتميز لا يتجاوز البطولة الأهم، وهي الدوري المحلي في أي مكان حتى في فيتنام وبوتان وبروناي.

أريد فقط أن أؤكد أن على رؤساء الأندية أن لا يطالبوا بكل البطولات بل بالبطولة الأهم، أما غيرها إن جاءت فذلك حسن، وإن لم تأت فمن الطبيعي أن ينالها القادمون من الخلف.

[email protected]