زعماء العرب.. يجتمعون.. لأجل الرياضة

مساعد العصيمي

TT

مهما بالغنا فالحدث المهم، رياضيا كان أو اقتصاديا أو سياسيا، يفرض نفسه، سواء على الشعوب أو على مستوى القيادة السياسية.. ومن ذلك فقد كنا وإلى وقت قريب لا نعرف القمم العربية إلا ذات شأن مرتبط كليا بالسياسة، لكن وبعد قمة الكويت الاقتصادية في العام الماضي باتت المناحي الأخرى المهمة تحتاج إلى قمة، فالشأنان الرياضي والثقافي جديران بأن ينالا ذلك، خاصة أن عالمنا العربي معني بفترات حرجة وتحديات لم تعد مقتصرة على السياسة فقط، وإن كنا نؤمن بأن مثل ذلك التوجه يمثل مرحلة مهمة من تاريخنا العربي احتاج فيها إلى القمم السياسية كي يدرأ عدوا أو يعين على تلاحم وتلاق.

لكن ما يعنى به زمننا الحالي يتطلب قمة رياضية حقيقية، يتم خلالها دفع الرياضة لأجل أن تبلغ الركب العالمي، ولتحقيق تلك الاستفادة من الخبرات الجماعية لأجل بلوغ مراتب رياضية أفضل.. وأحسب إن حدث هذا فإنه سيعزز من القيمة الرياضية، بل وسيكون دافعا لارتقائها في محيطنا.

ناهيك عن تدارسنا لمستقبل العمل الرياضي العربي، نعي إخفاقاتنا وتراجعنا، نضع الحلول الملزمة لاختلافاتنا وحساسياتنا تجاه بعضنا، ندعم دوراتنا الرياضية.. هذه القمة يعدها ويحضّر لها وزراء الشباب والرياضة العرب‏،‏ ورئيس وأعضاء الاتحاد العربي‏،‏ ونستعين فيها بآراء المتقدمين، بل وحضور رؤساء الاتحادات الرياضية الدولية واللجان الدولية والقارية‏.

على أقله لو نخرج بميثاق شرف عربي رياضي متكامل.. ليس إلا أن الرياضة باتت محورا مهما وأساسيا في العمل العربي العربي، بل إن الرياضة أصبحت عنوانا للرقي والتآلف - وأحسب أن دعمها سيزيد من أواصر المحبة بين العرب.

وقبل أن نشرع في ذلك نطالب وبكل أريحية بأن تبتعد عن الاتفاقات الرنانة التي عادة ما تترك على طاولات المسؤولين بعد الختام.. لتظل كغيرها من بيانات القمم العربية التي حفظ لنا التاريخ أنها كانت حبرا على ورق، وأحسب إن فعلت ذلك فهي ستزيد من الألم وتوسع الفرقة.

حاليا ومع هذه الدعوة ثمة أمران مهمان جديران بأن يدفعا إلى عقد قمة رياضية عربية، أولهما الفرقة العربية، التي نشأ بعضها بسبب الرياضة، ولنبدأ بالجزائر ومصر، والحدث الآخر المهم هو ما يذهب إلى الملف القطري الخاص بتنظيم مونديال 2022، وأحسب أن جهدا عربيا مشتركا جديرا بأن يدعم هذا الملف.. نؤكد ذلك ونحن ندرك أن وزراء الشباب والرياضة العرب جميعهم يؤيدون قطر، لكن العمل الجماعي جدير بأن يجعل قطر عنوانا جميلا للعرب وهي تنظم المونديال، والأكيد أن الكل سيفتخر بذلك لأنه منجز، وأي منجز هو؟

وبعد فالنوايا الحسنة لا تكفي.. لكن لا بد من عمل جماعي.. وإن كنا نريد دعم الملف القطري جميعا فعلينا أن نبدأ من الآن، لأنه ليس في الأمر إلا أشهر سبعة.. فهل يتحرك العرب للقيام بدور فاعل لأجل رياضتهم.. خاصة ما يذهب إلى العمل المشترك فيها؟.. وأجزم بأن التنظيم القطري للمونديال هو من الأهمية بما لا يمكن تجاوزه أبدا.. فهل يفعل العرب ذلك؟.. سواء على مستوى وزراء الرياضة وحتى الإعلام؟.. نتمنى أن يحدث ذلك.. حتى قبل أن نشرع بقمة لأجل الرياضة..

[email protected]