ديربي الكـبار!

منيف الحربي

TT

لا عنوان هذه الأيام سوى هوامش «ديربي الكبار» الذي يحتضنه ستاد الملك فهد الدولي مساء بعد غد الأربعاء، أما المتن فسيكتبه النجوم على دفتر العشب، بالسحاب الأصفر والمطر الأزرق، لتسيل الفرحة من شرق العاصمة إلى غربها، وليصب الفرح حتما في «العريجا»، ذاك الحي الوديع الذي يضم الجارين اللدودين!

تأتي مواجهة النصر والهلال هذه المرة في ظل معطيات جديدة، لا شك أنها ستمنح اللقاء أبعادا أخرى، وتضفي عليه المزيد من الإثارة والإمتاع، فالأزرق بطل الدوري وصاحب الأرقام القياسية ترتيبا ونقاطا وأهدافا، والأصفر يعد الأفضل والأجمل في الدور الثاني، إضافة إلى أنه الوحيد الذي حطم كبرياء البطل، وسلبه خمس نقاط من ست، كما حرمه فرصة إنهاء المسابقة بلا خسارة!

إذن، هي مواجهة رد اعتبار بين عملاقين تجمعهما الجغرافيا والتاريخ، الزعيم الباحث عن ثأر جديد، والعالمي الباحث عن ثأر بعيد. هي معركة لا تقبل أنصاف الحلول، ولا تحتمل القسمة على اثنين، لكنها ليست نهاية المطاف.

إذا خسر الهلال، فأمامه كأس الأبطال، والآسيوية العصية، وهما فرصتان لتعويض بعض ما فات. أما في حال خسارة النصر، فأمامه كأس الأبطال أيضا، ومهمة مواصلة تقدمه في سلم الترتيب، واستكمال بناء فريق قوي، اتضحت ملامحه البهية خلال أشهر قليلة.

هذا في الجانب التنظيري البحت..

أما في الجانب الفني، فلعلها من المرات النادرة التي لا تنحاز فيها التوقعات إلى طرف على حساب الآخر، حيث نجح دا سيلفا بتوليفته المتماسكة على الرغم من بعض أخطائه المتكررة، بينما لا يزال جيرتس يملك القدرة على تجاوز مطبات هبوط المستوى وفرض حضوره «على الأقل» النتائجي - إن صحت التسمية - ناهيك عن تميز العمل الإداري في الفريقين بشكل متقارب. وعي كروي ناصع، ومنح صلاحيات مريحة، وصياغة منهجية عمل مستقرة بشخصية ثابتة لا تنحني للعواصف والعواطف!

كل ما يتمناه الجمهور هو أن تنعكس المعطيات الجديدة على المباراة لنشاهد مستوى يليق بالتطلعات، وألا تؤثر طبيعة المسابقة على الفريقين فيطغى الحذر والشد العصبي. والأهم أن يكون طاقم التحكيم «الروماني» في الموعد، كي لا تفسد متعة التنافس الجميل.