فراس والصنيع..!!

أحمد صادق دياب

TT

يخطئ من يعتقد أن مشكلات فريق كرة القدم بنادي الاتحاد يمكن اختزالها وتحديدها وحصرها في وجود فراس التركي أو حمد الصنيع أو حتى في إدارة السيد المرزوقي.. فعادة في الأندية الكبرى لا تظهر الأزمات المستمرة فجأة، وكذلك لا تختفي بنفس السرعة، ولكنها تأتي كسلسلة تتابع في الأحداث التي لم يتم الإعداد لها بالشكل المناسب ولم تكن أساسات التخطيط مدعومة بدراسات مستقبلية يمكن الاعتماد عليها.

ما ينتج عشوائيا قد ينجح لمرة أو لمرات ولكنه بالتأكيد لا يمكن أن ينجح على المدى الطويل، ولا يمكن أن يحقق الاستقرار المطلوب.

لنأخذ المثل في فريق كرة القدم الأول بالنادي، فهم بالتأكيد لاعبون موهوبون، قدموا الكثير من الجهد والبذل لفريقهم ومنتخبات بلادهم، ولكن، وهذه طبيعة بشرية لا يمكن إغفالها، فقد وصل أغلبهم إلى منتهى الطموح الذي يحلم به اللاعب، وهذا من العوامل المهمة جدا في حياة الإنسان ليواصل بذله وعطاءه ونجاحاته. لو نظرنا إلى الخارطة التي تضم لاعبي الاتحاد في الوقت الحالي لوجدنا أن أغلبهم حقق معظم ما يصبو إليه لاعب كرة القدم، فمعظمهم حقق بطولة آسيا والخليج والعرب وشارك في بطولة العالم للأندية، ووصل إلى المنتخب السعودي وشارك معه في بطولات قارية وعالمية، فما هو الجديد الذي يمكن أن يضيف إليه ويشكل له نوعا من الطموح والتجدد في الرغبات؟.. وتحول الطموح والرغبة في البروز إلى نوع جديد من البحث خلف الأهداف الأكثر نفعا ومباشرة.

المسألة ليست وليدة اليوم بل هي نتاج طبيعي لسياسة خاطئة في عملية الحصول على بطولات وتتويج.. فأسلوب «مكافلي» الذي تم اتباعه للحصول على بطولات ومناصب، كان واضحا في الشكل والمضمون.. فلم تكن هناك سياسة تخطيط مستقبلية يمكن أن تضمن استمرارية النجاح أو رسم خريطة توقعات وتنبؤات لواقع اتحادي قادم لا محالة.

على سبيل المثال وليس الحصر، انظروا في سلسلة الإحلال في الفريق الاتحادي خلال العشر سنوات الأخيرة التي حقق فيها الفريق قفزة تاريخية هائلة في مسيرته الرياضية، لوجدنا أن هذه السياسة اعتمدت، في الغالب، على دعم الصف الثاني في الفريق بنجوم من العيار الثقيل، ولم تلتفت نهائيا إلى عوامل السن الحاسمة في سياسة الإحلال التي لا بد وأن يكون من أهم محاورها صناعة جيل شاب يمكن أن يصنع الاستمرارية لجيل من النجوم، لكن هذا العنصر كان مفقودا، فوجدنا سياسة إحلال مفرغة تدور حول نجوم تقدموا في العمر وفي مسيرتهم، فرأينا خالد مسعد وخالد قهوجي وعبد الله الواكد وطلال المشعل وإبراهيم سويد وعلي الشهري وأحمد الدوخي، فبالتالي لا يمكن أن تصنع جيلا يمكن أن يواصل مسيرة أو أن يضع نوعا جديدا من التحدي أمام النجوم الحاليين الذين أصبحوا في نظر أنفسهم ملوك كرة القدم المحليين.