إن فعلها الهلال.. فنجران أقرب!

هيا الغامدي

TT

ما بين عناوين عدة، اختار الهلال عنوان الصعود إلى الدور نصف النهائي لمسابقة كأس ولي العهد، «حفظه الله ورعاه»، ردا للاعتبار أمام النصر!

فالصبغة النفسية «الإيجابية»، التي لعب بها الأزرق من جراء حيازته كأس دوري «زين» السعودي، أعطته دفعة معنوية، كما أن أجانبه، الذين ما زلت عند رأيي، هم الأفضل على مستوى الاختيارات «والخيارات» هذا الموسم من البقية، الذين هم بصراحة مجرد «جعجعة بلا طحن» والدلائل لا تحتاج إلى برهان! نعم، أجانب الهلال هم من صنع الفارق لصالحه في أوقات عدة، عكس النصر، فالشق فيه أكبر من الرقعة، لدرجة تشعر بأنه لا حيل إدراكية حتى لمن هم نجوم تسند إليهم الثقة والمهام!

إلى متى والبطولات تنساب من بين أقدام اللاعبين كما تنساب المياه من بين الأصابع؟! صحيح أن الفريق قد لعب، لكن ليس الكل، حتى لتشعر بأن من يقابل الهلال هو الدفاع النصراوي والحراسة فقط، والبقية كتل وهمية لم تأت بالجديد في دور يفضي إلى الأهم، في العالمي يحضر كل شيء، وتغيب «ذهنية» المباريات الأخيرة.

نجران نجح في تجاوز الأنصار، لأنه تخطى من قبله الاتحاد وأخرجه من المسابقة، ضمن سيناريو خلف وراءه حفنة من التساؤلات والاجتماعات والتحقيقات وكذلك الاتهامات! وكل ما مضى آت، وفي الطريق للتكرار، من قبل «محرج الكبار»!! نجران تأهل لملاقاة الهلال، الذي سيجد نفسه «زميلا للاتحاد»، بالخروج من دائرة الصعود إلى أعلى إن سار على النهج ذاته، حيث إن «احترام الخصم» نصف النتيجة، فلا كبير على «جلد منفوخ» يعمل بالاستدارة في دنيا دوارة.

من الطبيعي أن أي مواجهة تحمل كفتين غير متساويتين، «الأخف» فنيا إعلاميا وجماهيريا «يخف معه الحمل» وتسهل المهمة، في حين يبقى الضغط الجماهيري مصدرا للضغط النفسي على الآخر. الفرق الكبيرة هي التي تبتعد بصناعة حيلها الدفاعية سيرا إلى الأمام والبعد عن الولوج في الأنفاق المظلمة، التي يملأها الغرور والنرجسية، فميدان الكرة عطاء لا أسماء. «نجران» هو حصان هذه البطولة.. جميعنا تمنينا للفرق، خارج حدود «التكرار»، الظهور والحضور هذا الموسم.، قد يفعلها «نجران»، ويقفز إلى أبعد من ذلك، لأنه يستحق البقاء والاستمرار، وإن صعبت مهمته أمام الهلال! لنجران: «لا تراهن على الصعبة، ولا تنشد القريض»!

الهلاليون في اعتقادي عطفا على Future Pace (المجاراة المستقبلية)، التي يعملون وفقها مع خبيرهم الفني جيرتس هذا الموسم، وسياسة Mental Rehearsal (الترسيخ الذهني) من خلال آلية الانضباط والتدريب، يصبح تعاطيهم مع المنعطفات الخطرة في مراحل متقدمة كهذه مسألة توقيت فحسب، ولا ننسى الخبرة الإدارية التي تصب في إدارة تعمل وفق رؤى براغماتية فقط!

مبهج للغاية أن تشهد الأدوار نصف النهائية أسماء جديدة واعدة، قدمت الجهد على الخبرة، والعمل على التاريخ، واستغلت «نعمة/نقمة» خروج المغلوب لاصطياد الهفوات، «ويااا شينها» من هفوات لدى الكبار إذا أخرجتهم من قائمة الوقار والظهور بالمظهر المشرف! في رأيي، آن الأوان لنرى أبطالا. غير أنه لن تتقدم الكرة السعودية ما لم تتسع دائرة المنافسة على الألقاب بين فرقنا المحلية. ودائما كل نهاية هي بداية لشيء آخر لتستمر.. البطولات!

[email protected]