«معركة» ستار أكاديمي الكويتية

TT

انتهت «معركة» ستار اكاديمي في الكويت بسلام فقد اقيم الاحتفال الذي شارك فيه نجوم برنامج ستار اكاديمي الشهير بعد معركة سياسية واجتماعية شاركت فيها الحكومة والبرلمان والتيارات السياسية المختلفة.

القصة بدأت حين اعلن الفنان عبد الله الرويشد اقامة احتفال يشارك فيه نجوم ستار اكاديمي، وبدأت الجماعات السياسية الاسلامية معركتها ضد البرنامج وهاجم نوابهم الحكومة بعنف في البرلمان واصدرت جماعة الاخوان المسلمين والتيارين السلفيين بيانات وتصريحات ضد البرنامج، وأعلن عدد من النواب تقديم استجواب لوزير الاعلام.

كان الحفل مهددا بالإلغاء بسبب الضغوطات الواسعة التي مارستها التيارات السياسية الاسلامية في الصحافة والمساجد والبرلمان، ولكن الشيخ صباح الأحمد رئيس الوزراء حسم المسألة في تصريح ناري قبل الاحتفال بيوم واحد اعلن فيه ان الاحتفال سيقام في موعده المحدد، واننا لن نمنع احدا ما دام لم يخالف القوانين، وكذلك فعل وزير الاعلام الذي اعلن ان الحكومة لن تتدخل ولن توقف الاحتفال.

التيارات الليبرالية وكتاب الاعمدة المحسوبون عليها اعتبروا الحفلة «كسر عظم» وانه اذا لم يقم الاحتفال فان هذا يعني الاستسلام لشروط التيارات السياسية الاسلامية، وعنوان موقف هذا التيار هو ان هناك معركة بين تيار الفرح والحياة وبين تيار الكآبة، وهم يقولون ان الحكومة كانت دائما تستسلم لتيارات التطرف ولقد حان الوقت ان تستمع الى بقية المجتمع.

الحفلة اقيمت باجراءات امنية غير مسبوقة شاركت فيها الشرطة وقوات الطوارئ، وزحفت الآلاف وخاصة الشباب والشابات الى ارض المعارض الواسعة، ووصل سعر التذكرة في السوق السوداء الى مائة وخمسين دولارا، وبالمقابل تظاهر عدد محدود من مناصري إلغاء الحفل امام مقر الاحتفال ورفعوا رايات تقول ان هذه الحفلة من صنع الصهيونية واميركا ولافتة تقول «اتقوا الله وعودوا الى بيوتكم».

معركة ستار اكاديمي هي صورة من صور تحولات اجتماعية واسعة، وحراك اجتماعي يستحق المتابعة، والمعركة الحقيقية اكبر من حفلة غنائية في مجتمع متحول فقد رصدت كاميرات الصحف عشرات المنقبات والمحجبات وهن يتدافعن لدخول الحفلة وهي ظاهرة تستحق المتابعة، ولكن المهم ان يعبر الجميع عن رأيه وان يسمح بالرأي والرأي الآخر من دون إلغاء ومن دون مصادرة.