صدام هو موسوليني وليس أبدا عمر المختار!

TT

في جلسة يوم 28/11/2005 من محاكمة عصابة السفاحين، تحت قيادة صدام حسين، قالت الأستاذة عائشة القذافي، في لقاء معها على قناة «الجزيرة» إن المحاكمة مهزلة، وأن محاكمة صدام حسين تذكرها بمحاكمة موسوليني للشهيد المجاهد عمر المختار. وإنني في غاية الدهشة لهذا الظلم البين لرمز جليل من رموز مقاومة ليبيا، إبان بطش الاحتلال الفاشستي الإيطالي، الذي سلطه عليها الطاغية موسوليني.

المقارنة الحقيقية تنعدل بمساواة صدام حسين بموسوليني، وبوضع شهداء المقاومة العراقية، أيام الحكم الصدامي، وعلى رأسهم العلماء والفقهاء، في ميزان خالد الذكر عمر المختار.

لا ادري بأي حيثيات منطقية وتاريخية رأت الأستاذة عائشة القذافي، عضو هيئة الدفاع عن قاتل شعبه صدام حسين، التشابة بينه وبين عمر المختار؟

هل حكم عمر المختار ليبيا 35 عاما، أباد أثناءها أهله وناسه وحفر لهم المقابر الجماعية، وصادق خلالها مخابرات موسوليني، كما فعل صدام حسين بصداقاته المشبوهة مع رامسفيلد وغيره؟

هل سرق الشيخ عمر المختار البنك المركزي، ووضع أرصدة البلاد من الذهب والعملة الصعبة في حاويات خبأها في «عبه»، كما فعل صدام؟

هل كان لعمر المختار، بيت أكثر من خيمته المتقشفة بين فقراء عشيرته، التي صورها لنا مصطفى العقاد في فيلمه الشهير؟ هل خدعنا مصطفى العقاد، وأخفى عنا قصور عمر المختار، وصور بدلا عنها موسوليني بقصوره وطغيانه وجبروته وقسوته الحاسمة المجنونة، التي تشابه معها سجل صدام حسين الملآن بجراح ضحايا لم تلتئم أوجاعها بعد، لولا أن موسوليني كان يبطش بغير أهله وبأقوام لا تمت إليه بصلة دم أو دين أو عقيدة، في الوقت الذي لم يتحرج صدام عن سحق قومه وأمته؟

لقد مد موسوليني يده ليغتصب ليبيا وغيرها، فهل مد عمر المختار يده ليحارب مصر وما جاوره من بلاد عربية ومسلمة، كما فعل صدام حين استباح إيران والكويت، بعد استباحته العراق نفسها؟

قولي لنا عن وجه شبه واحد بين صدام حسين، الذي أهلك حرثنا ونسلنا، وبين شهيدنا عمر المختار.

كيف يمكن أن يختلط التشابه بين دكتاتور حاكم ظالم سفاح مثل صدام حسين، وبين عالم فاضل ومقاوم تقي فدائي شجاع نبيل مثل عمر المختار؟

اللهم اربط على قلوب أهل الضحايا المكلومين، حتى لا تقتلهم هذه المحاكمة «اللطيفة» كمدا.