على من ترد إسرائيل؟

TT

هل هذا رد إسرائيل على الصواريخ المنزلية الصنع في غزة، ام هو ردها على قول الرئيس بشار الاسد ان المفاوضات المباشرة هي الخطوة التالية؟ هل جاءت تسيبي ليفني الى القاهرة لكي تصغي الى ما تريد مصر ان تقوله، ام لكي تحرج مصر عشية المجزرة؟ هل قرار المجزرة هو قرار رئيس وزراء مستقيل ام قرار جميع الاحزاب في اسرائيل، يقرأه على العالم ايهود باراك لا اولمرت، أي الرجل القادم لا الذاهب.

برغم هول المنظر يجب الا نقرأ الابادة الجماعية الاسرائيلية على انها حادث معزول وردّ مرحلي. هذه رسالة فحواها ان اسرائيل لا تريد السلام ولا تثق به. فالذي يرتكب مجزرة بهذا الحجم يعني انه لا يقيم وزنا للوسيط التركي الإسلامي. ويعني انه لا يلتفت لحظة إلى موقف الأميركي من استخدام طائراته الفانتوم في قصف البيوت والمخافر والشوارع والساحات. ويعني انه ما زال لا يقيم وزناً للاسرة الدولية او لمجلس الأمن حيث يضمن استخدام الفيتو الأميركي.

لقد صنعت الفانتوم لكي تقاتل فانتوم اخرى، او ميراج، او ميغ، وليس لقصف أحياء مدنية مكتظة حيث يمكن لرشاش عادي ان يصيب عشرات الاشخاص. وقد لجأت اسرائيل الى هذه الطائرات لأنها تريد القول ان الابادة متعمدة وليست خطأ. وهذا يعني ايضاً ان القضية الانتخابية الاولى لن تكون التسابق على السلم بل على الحرب. وإذا تأملنا الصورة جيداً لا نرى سوى صقور، جدد وقدماء، يتنافسون على لغة الاستقواء لا على شعارات الهدوء.

سياسيو إسرائيل يعرفون، قبل الاقدام على مقتلة بهذا الحجم، انهم يصيبون مصر، الواقعة بين مناورات حماس وبين سمعتها السياسية، ويصيبون سورية التي تستضيف قيادة حماس، ويصيبون الرئاسة الفلسطينية الواقعة بين الكذب الإسرائيلي والفجور الإسرائيلي والمراوغة والمماطلة والعمل الدائم لتدمير فكرة الدولة ومشروع الدولة.

وفي المقابل هناك جهات سياسية لا يهمها كثيرا او قليلا صور الجثث والاشلاء في غزة. فهذه المشاهد الجهنمية المروعة لا تشكل في بعض الحسابات اكثر من يافطات دعم او تأييد. وبعض الكلام الحماسي يمكن ان يؤجل الى ما بعد دفن الضحايا ولملمة دماء الشهداء من الطرقات، كقول اسماعيل هنية اننا لن نتراجع ولو دمروا غزة كلها. يا مولانا ربما كان في غزة من يريد ان يعيش وان يدمر الاحتلال. هناك وسائل اخرى للانتصار غير كل هذا الموت المروع.