القوة عن طريق المرح!

TT

أحب قراءة قصص الأطفال، فلم يكن لنا قصص وكتب ونحن صغار، وأريد أن أعرف كيف يكتب أدباء الأطفال.. كيف يبسطون الأفكار الصعبة.. كيف يستخدمون العبارات السهلة.. كيف يبلغون الحادثة والحكمة في النهاية.

وقد قرأت قصص أندرسن والأخوين غريم، وكذلك لافونتين. وأعجبني الكاتب الإيطالي جورجيني وكنت أقرأ القصة وأحاول أن أكتبها بأسلوبي بنفس عدد الكلمات وبكلمات أقل، وفي بعض الأحيان كنت أرضى عن نفسي لأنني كتبتها أحسن وأجمل.. هذا رأي صديق إيطالي ترجمتها له..

وأجد أن أدباء الأطفال لا يلقون ما يستحقونه من تقدير، لأنهم يكتبون للأطفال، والأطفال لا يملكون لهم شيئا.. وكذلك فأدباء الأطفال مثل نحل العسل، يجمعون الرحيق من كل زهرة ويسعدون الأطفال ويموتون!

وأحب أن أتفرج على برامج الأطفال أيضا.. ولا يعجبني فيها أن البرنامج ينظر إلى الطفل على أنه عبيط، مع أن أكثر الأطفال يفتحون التلفزيون ويقفلونه، وكذلك الفيديو ويلعبون الأتاري فهم أذكى مما نتصور..

لا بأس من أن يتعلم الأطفال لغتهم.. ولكن من هو الطفل الذي يفهم «لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين».. دون أن يشرح البرنامج قصة الطفل الذي وضع يده في الجحر فلدغه الثعبان فلم يعد إلى ذلك مرة أخرى؟!

ولو نظر المخرج إلى ضحك الأطفال، للحركات والكلمات لأكثر من ذلك.. فلا بد أن تكون الموعظة عن طريق المرح.. لا بد من المرح.. فكل شيء عند الطفل يبدأ وينتهي باللعب.

والطفل يصدقك في كل الأحوال.. ولكن بشرط أن تضحكه وأن تكون واضحا تماما!

وكانت عند النازي نظرية: القوة عن طريق المرح.. أي عن طريق اللعب.. عن طريق النظام والانضباط والحماس والغناء معا والهتاف معا لبطل الأبطال إلى الأبد: هتلر!