اقترب مني. وقال في هدوء ودعوة إلى الهدوء أيضا: عندك إيه؟
قالها الطبيب الفرنسي، أبيض الوجه، أزرق العينين، كان في رأسه شعر ذهبي لم يبق إلا القليل منه والباقي فضي..
قالها هادئا يدعوني إلى الهدوء. فقلت: لم أنم منذ أحد عشر يوما.. لم يغمض لي جفن.
- وإيه كمان؟..
- وهل هذا قليل يا دكتور؟!
- وعندك صداع؟
- لا.
- ولا تقرأ ولا تكتب؟
- بل أقرأ وأكتب، لكني أريد أن أنام.
- وهل عندك إحساس بالرغبة في النوم؟
- أبدا.
- الخلاصة.. أنت لم تنم ولا تريد أن تنام..
- بل أريد.. لكن ليست عندي أي رغبة في النوم.
- إذن أنت تخاف مما سوف يصيبك بسبب هذا الأرق..
- نعم.
- لا تخف، فمن الممكن أن تظل كذلك عشرة أيام أخرى.. تماما كالرهبان في الصوامع..
- لا أنا راهب، ولا عندي صومعة، ولا أحب أن أكون.
ـ ممكن أسأل حضرتك انت جاي لي ليه؟
ـ طيب تقترح سيادتك أروح لواحد سمكري أو ميكانيكي؟!.. أين أذهب؟
- إلى شيخ الأزهر..
- لماذا؟
- لأن علاجك عند ربنا وليس عند الأطباء.. في ما أعلم وتعلمت ودرست وقرأت وبحثت لا أجد لك علاجا..
- .. في المنام يرتاح فؤادي..
- إيه ده؟
- محمد عبد الوهاب.. شكرا..
- واجب علينا!
- .............
- .............