السجائر الإلكترونية والأطفال

TT

أصدرت «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية» CDC في الثالث من أبريل (نيسان) الحالي نتائج دراسة المقارنة حول ارتفاع معدلات اتصالات الجمهور في الولايات المتحدة بمراكز السموم poison centers التابعة للمراكز للاستفسارات المتعلقة بالسجائر الإلكترونية e - cigarette. وأفادت دراسة المراكز أنها قارنت بين عدد الاتصالات في شهر سبتمبر (أيلول) 2010 بتلك التي جرت في شهر فبراير (شباط) 2014.

ووفق ما ذكرته المراكز في الدراسة الحديثة المنشورة ضمن «التقرير الأسبوعي للوفيات والمراضة»Morbidity and Mortality Weekly Report فإن عدد الاتصالات فيما بين الشهرين ارتفع من اتصال واحد إلى 215 اتصالا حول السجائر الإلكترونية، بينما لم يتغير الحال فيما بين الشهرين المذكورين بالنسبة للاستفسارات المتعلقة بالسجائر العادية. وتمثل مراكز السموم مرجعية للإجابة على الاستفسارات التي قد يطرحها البعض لحالات من التسمم حين حصولها، مثل بلع مواد معينة أو استنشاقها أو تعرض الجلد لها.

ولاحظت الدراسة التي شملت الاتصالات من الجمهور في 50 ولاية، أن 51% من الاتصالات بمراكز السموم، المتعلقة بالسجائر الإلكترونية، كان لها علاقة بالأطفال ما دون سن الخامسة من العمر، و42% متعلقة بأشخاص ما فوق الـ20 من العمر. وفي حين اقتصرت الاستفسارات حول السجائر العادية على حالات أكل الأطفال لها بالخطأ، ارتبطت غالبية استفسارات السجائر الإلكترونية بالسائل المستخدم فيها والمحتوي على مادة النيكوتين، وهو السائل الذي قد ينجم عنه التسمم إما ببلعه أو استنشاقه أو امتصاص الجلد أو العينين لمكوناته.

وأفاد الدكتور توم فريدن، رئيس المراكز المذكورة، أن هذا التقرير «يرفع علما أحمر آخر» حول استخدام السجائر الإلكترونية، وتحديدا السائل المحتوي على النيكوتين فيها. ومع الارتفاع العالي لاستخدام تلك السجائر سترتفع حالات التسمم بسائلها خاصة مع توفرها بنكهات الفواكه التي تجذب الأطفال. وأضاف: «والإحصائيات الأحدث الصادرة عن المسح الإحصائي القومي للشباب والتبغ أظهرت الارتفاع السريع في إقبالهم على استخدام السجائر الإلكترونية. وهذا التقرير يفيد ارتفاع حالات التسمم المرتبطة بها».

وكانت المراكز قد نشرت ضمن عدد مجلة جاما - طب الأطفال JAMA Pediatrics في 6 مارس (آذار) الماضي نتائج هذا المسح الإحصائي الذي شمل نحو 40 ألفا من طلاب المدارس المتوسطة والثانوية بالتعاون مع مركز أبحاث التبغ والتوعية التابع لجامعة كاليفورنيا، والذي أضيفت له السجائر الإلكترونية ضمن عناصر المسح الميداني لانتشارها خلال إحصائيات عام 2011 وما بعد. وأفادت نتائجه تضاعف عدد المراهقين الذين جربوا استخدام السجائر الإلكترونية لتصل النسبة إلى 7% منهم. وأفاد الباحثون في المسح ملاحظتهم ارتفاع نسبة متعاطي هذه السجائر الإلكترونية في فئة المراهقين، دون ملاحظة أن ذلك أدى إلى تناقص أعداد المدخنين للسجائر العادية بينهم، بل مع ارتفاع في نسبتهم. وأضافوا أنه على الرغم من انتشار مقولة أن السجائر الإلكترونية توفر بديلا لتدخين السجائر العادية وهو ما يسهم في الإقلاع عن التدخين، إلا أنه لا توجد أدلة علمية تثبت هذا الكلام. وذكر الباحثون بحقيقة أن الدراسات الطبية السابقة لاحظت أن 90% من المدخنين هم أشخاص بدأوا التدخين قبل سن الـ18، وأن السجائر الإلكترونية تحتوي بالفعل على كميات من النيكوتين.

* استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

[email protected]