جنون اسمه الفراعنة!

TT

أحتاج إلى كتابة مؤلف عن القصص الغريبة المرتبطة بالفراعنة والتي شاهدتها في قرى ومدن كثير من البلدان حول العالم. لقد وصل هوس الناس بالفراعنة حد الجنون، وذلك بعد أن استطاع الفراعنة أن يحتلوا قلوب الكبار والصغار في كل قرية ومدينة بالعالم كله، وللأسف الشديد لم تستطع مصر حتى الآن أن تستغل هذا الحب والهوس بعالم الفراعنة! فجأة ودون مقدمات وجدتها أمامي تجلس في عظمة وأبهة وبدأت تعرف نفسها وتقول في ثبات: «أنا الملكة نفرتيتي، زوجة الملك إخناتون وأم بناته الست»، ودون أن تنتظر منى تعليقا أو رد فعل أضافت قائلة: «جئت من الماضي السحيق لكي أقابلك ولكي أدلك على مقبرتي وموميائي.. قد تعتقد أنني مجنونة، ولكني عاقلة جداً، وأعرف أنك لن تصدقني، وأنا الآن في بلدي التي عشت فيها مع زوجي إخناتون أجمل أيام حياتي في آخت أتون «تل العمارنة»، وأنجبت منه ست بنات، منهم ابنتي الأميرة الجميلة عنخ إس إن أتون والتي تزوجها توت عنخ آمون.. وصارت هي الأخرى ملكة على مصر، وغيرت اسمها إلى عنخ إس إن أمون، وقد لا يعرف الكثيرون أنني حكمت مصر بعد وفاة زوجي لمدة عامين..!!». منعتني الدهشة من أن أنصت إلى كل ما قالته، وكانت لا تريد أن تغادر مكتبي، فكان لا بد من أن أستعين بمساعدتي نشوى جابر كي تحايلها حتى تنهي المقابلة وتخرج من مكتبي. ولم أذق النوم في هذه الليلة وظللت أفكر فيما قالته نفرتيتي التي قطعت آلاف الأميال من بلدها وعبرت المحيطات لكي تأتي إلى مكتبي وتقول لي ما قالت؟

وفي اليوم التالي، كانت نفرتيتي أمام مكتبي تريد مقابلتي وتلح في طلبها، ولم يكن هناك أمل في أن تغادر. وكنت في واقع الأمر أشعر بالأسى على حالها ولم أكن أعرف كيف أساعدها؟ وعندما سمحوا لها بالدخول بادرتها بالتحية قائلاً: أهلاً بالملكة الجميلة نفرتيتي! ووجدت علامات الرضا ترتسم على وجهها وهى تبتسم بإشراق.. كانت سعيدة باعترافي لها بأنها الملكة نفرتيتي وكانت في غاية الرضا عن نفسها. وصارحتني بأنها لا تريد سوى شيء واحد وهو أن أذهب معها إلى وادي الملوك بالأقصر، لكي تدلني على مقبرتها. وقالت إنه سوف يكون اكتشاف يهز الدنيا كلها، وكانت تحلم بأن يراها العالم كله وهي تدخل معي إلى مقبرتها التي لا يعرف مكانها أحد إلى اليوم، وكانت تريد أن تعلن للناس عن عودتها من عالم الفراعنة.

كان الأمر أكثر من أن أتحمله، فأنا رجل آثار.. مهنتي أن أكتشف الآثار وأن أنشرها وأكتب لها شهادة ميلاد لتوضع في المتاحف تقص حكايات التاريخ السحيق.. أما ما يحدث أمامي فيحتاج إلى طبيب نفسي! المهم أن نفرتيتي لم تخرج من المكتب إلا بعد أن أقنعتها أن تسافر إلى الأقصر وسوف أقابلها هناك، ولا أعرف ماذا حدث للملكة «نفرتيتي» في الأقصر.. ولكن موضوع تناسخ الأرواح ويطلق عليه اسم Reincarnation موجود بين السيدات أكثر من الرجال دون تفسير لذلك، وهناك جمعيات شاهدتها بنفسي أغلبها في أميركا مثل جماعة «إدجار كيسي»، ومجموعة Shriners وآخرين، وكل أعضاء هذه الجمعيات يعتقدون أنهم عاشوا في مصر منذ آلاف السنين، ومنهم مجموعة «الروزاكروشن» الذين يأتون إلى مصر كل عام، ويدخلون غرفة دفن الملك «خوفو» يبكون اعتقاداً منهم أنهم يغسلون أخطاءهم ويُصَفون نفوسهم بالبكاء. لقد وصل عدد أعضاء هذه الجماعات إلى 20 مليونا... إنه جنون اسمه الفراعنة.