المرأة أيام زمان

TT

أثار الرئيس التركي إردوغان قبل أيام استنكارا واسعا بين الأوساط النسائية والليبرالية بقوله، إن المرأة لا يمكن أن تصبح مساوية للرجل، فهي لا تستطيع مثلا استعمال المسحاة!

أُزعج القوم بهذا القول، فلم يعد بإمكان أحد في هذه الأيام أن يقول أي شيء يتعرض فيه للمرأة، وإلا فلم يكن الأمر كذلك قبل حركة تحرر المرأة. كان جل فصول الفكاهة والظرف يقوم على التندر من الجنس اللطيف. ولو حذفنا هذه الفصول لأصيب الأدب العالمي بفقر دم خبيث. للغربيين، مثلما للعرب، تراثهم في هذا الشأن. ومن أول ما يرد إلى ذهني في هذا الخصوص ما قاله شكسبير في موت السيدة مكبث: «أصبح لسانها أداة عاطلة في فمها، شيء رائع في امرأة!».

ومن أقدم ما قيل في رثاء امرأة ما قاله ترينس في القرن الثاني قبل الميلاد عن وفاة السيدة بوند: «الحقيقة، إنها لم تكن مطلقا سيدة لطيفة إلا بعد موتها!».

ومما قاله المصلح الديني مارتن لوثر: «لقد خلق الله آدم سيدا لكل المخلوقات الحية حتى جاءت حواء وخربت كل شيء».

من أظرف المفارقات أن أقسى الناس في الحكم على المرأة كانوا على الغالب أكثرهم هياما بها وضعفا أمامها. وينطبق ذلك بصورة واضحة على نابليون. قال: «لقد خُلقت النساء ليصبحن عبدات لنا. إننا نملكهن، ولكنهن لا يملكننا. إنهن رجعن لنا كما ترجع الأشجار المثمرة لصاحب البستان. أي فكرة حمقاء تنادي بإعطاء المساواة للمرأة؟ ليست النساء سوى آلات لإنتاج الأطفال». اسمع يا سيد إردوغان!

ومما قاله الشاعر الإنجليزي رديارد كيبلنغ: «المرأة لا تزيد على كونها امرأة. أما السيجارة الجيدة فلها دخانها».

ورغم أن معظم ما كتبه الأدباء من روايات ومسرحيات تدور حول الحب المنتهي بالزواج، فإنهم في حياتهم اليومية لم يبخلوا قط بالسخرية من الاقتران بامرأة. سمع الأديب الإنجليزي د. جونسون بزواج صديق أرمل، فقال عنه: «وا أسفاه! هذا مثال آخر لانتصار الأمل على الخبرة». وعلق على الحياة الزوجية فقال: «يشعر الرجل بصورة عامة بسعادة أكبر عندما يجلس ويرى عشاء فاخرا أعدته زوجته من أن يجلس ويسمعها تتكلم».

هناك نقاش مستمر في الغرب عن أهلية المرأة لتكون كاهنة تعظ الناس في المعابد. سمع هذا الأديب اللاذع بذلك فقال: «المرأة التي تقوم بالوعظ مثل الكلب الذي يمشي على رجليه الخلفيتين. إنه فعل ركيك، ولكنه يثير العجب فيمن يشاهده».

كما ذكرت بالنسبة لنابليون، هام الرسام الفرنسي رنوار بجمال المرأة، وترك هذا الكنز من اللوحات للصبايا الفاتنات بابتساماتهن الساحرة وعيونهن الحالمة. سألوه عن رأيه في المرأة فقال: «إنني أعتبر المرأة الكاتبة أو المحامية أو السياسية، هولة ممسوخة».

ولا ألوم رنوار على قوله، فأنا أعتقد أن أي واحدة من كل هؤلاء النساء البارزات في عالم المهن والسياسة تفضل لو أن الله خلقها مثل واحدة من موديلات رنوار.

والآن، وقد شاركت شططا في كل هذا الكلام النحس عن المرأة أتهيأ لأرى ما سأقوله في الأيام التالية.