اطلاع المريض على الملف الطبي الإلكتروني

TT

تطوير وسائل مشاركة المريض في متابعة حالته الصحية ورفع مستوى اهتمامه بمعالجة الأطباء لأمراضه، هو أحد اتجاهات التطور في تقديم الخدمات العلاجية اليوم. والفكرة بسيطة، إذ إن علاقة المريض بحالته المرضية هي علاقة مستمرة طوال الوقت لأنه هو المريض، وعلاقة المستشفى والطاقم الطبي بها مع المريض هي علاقة متقطعة تحكمها مواعيد مراجعة العيادات الخارجية ومقابلة الطبيب كل بضعة أشهر، أو تحكمها فترة دخول المريض للمستشفى ثم مغادرته لها.

وتحاول أنظمة تقديم الرعاية الطبية جاهدة فتح طرق جديدة تسهم في تسهيل متابعة واهتمام المريض بحالته الصحية وتذكر كيفية معالجتها، وإرشادات العلاج التي يقدمها الأطباء له ومدى احتياجه إلى أي إجراءات علاجية وغيرها من المعلومات التي تساعده في فترات غيابه عن لقاء الأطباء. وتقنيات المعلومات الصحية الإلكترونية هي أحد المجالات المهمة في الاستفادة لتحقيق تلك الغاية.

وفي 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي نشر الباحثون من جامعة ميتشغان نتائج دراستهم حول متابعة المرضى للملف الإلكتروني الخاص بهم، وذلك ضمن عدد «مجلة الطب الباطني العام» Journal of General Internal Medicine.

وعلقت الدكتورة هلين ليفي، الباحثة المشاركة في الدراسة، بالقول: «خلال السنوات القليلة الماضية تم استثمار مصادرة مالية عدة من قبل أنظمة تقديم الرعاية الصحية في وسائل الموقع الإلكتروني Web - Based Interventions لتحسين صحة عموم الناس، ومنها وسيلة الملف الطبي الإلكتروني المصمم ليتسنى للمريض الاطلاع على المعلومات الصحية الخاصة به كي يكون أكثر قدرة على المشاركة بفاعلية للاستفادة من جهود المستشفيات والأطباء في تقديم الرعاية الطبية له. ولكن كثيرا من كبار السن الأميركيين الذين لم يتعلموا كيفية استخدام تلك الوسائل الإلكترونية لا يتمكنون من الاستفادة من تلك الوسيلة الجديدة المتاحة».

وثمة ما يعرف في الأوساط الطبية اليوم بـ«الملف الطبي الشخصي PHR «Personal Health Record.. ووفق ما تشير إليه «الرابطة الأميركية لإدارة المعلومات الصحية AHIMA «American Health Information Management Association، فإن الملف الطبي الشخصي هو أداة يستفيد المريض منها في تجميع ومراجعة المعلومات الخاصة بحالته الصحية أو الحالة الصحية لمن يتولى رعايته صحيا بالمنزل كأحد الوالدين أو الأبناء.

وتضيف أن «الملف الطبي» Medical Records في المستشفى ليس هو بالضبط «الملف الصحي الشخصي»، ذلك أن الملف الطبي في المستشفى يحتوي على جميع الوثائق والمعلومات التي تم عملها من قبل الطاقم الطبي المعالج والفحوصات وتقاريرها وغيرها من المدونات الطبية المتعلقة بتقديم الرعاية الطبية والصحية للمريض، بينما الملف الصحي الشخصي يحتوي على جميع المعلومات التي تهم المريض بشكل مباشر في معرفة حالته الصحية بطريقة يستفيد منها في متابعة عنايته بحالته الصحية، ولذا فإن معرفة الملف الصحي ومحتوياته وكيفية استفادة المريض منه كلها خطوات ترفع جودة تقديم الرعاية الطبية له.

ويحتوي الملف الصحي الشخصي على عناصر متعددة، منها وثيقة التعريف، أي الاسم والعمر والعنوان ورقم التأمين الطبي وغيره، ولائحة بالأمراض المهمة التي لدى المريض والجراحات التي تم إجراؤها له، ولائحة الأدوية التي يتعين عليه تناولها وتفاصيل كيفية تناولها وآثارها الجانبية المحتملة، وغيرها من المعلومات المتعلقة بذلك، والتأريخ المرضي ونتائج الفحص السريري، ونتائج التحاليل والأشعات، واللقاحات، وتقارير الخروج من المستشفى، وإرشادات التغذية وممارسة النشاط البدني وغيرها من المعلومات الصحية.

إن تيسير وصول المريض إلى كل هذه المعلومات عبر البوابة الإلكترونية للمستشفى، ومن خلال كلمة مستخدم خاصة، هو بلا شك استثمار يتطلب جهدا من المستشفى، والدراسة الحديثة للباحثين من جامعة متشغان تحاول معرفة مدى استفادة المرضى من هذه الوسيلة. ولاحظت أن نحو ثلث من تجاوزوا سن 65 سنة يستفيدون منها ويدخلون إلى ملفاتهم الصحية الشخصية. وأفاد الباحثون أن تقنيات المعلومات الصحية هي اليوم واعدة بشكل مهم في فوائدها لجهة تحسين تقديم الرعاية الطبية للمرضى، ولكن هناك فئات من المرضى ربما لا يستفيدون منها، غالبا بسبب عدم معرفتهم باستخدام التقنيات الإلكترونية تلك. وأضافت الدكتورة كينيث لانغا، الباحثة الرئيسية في الدراسة وبروفسورة الطب الباطني بجامعة ميتشغان، ما ملخصه أن تقنيات المعلومات الصحية أصبحت نقطة محورية في تقديم الرعاية الصحية ومساعدة المرضى على الاستفادة منها هي تحد جديد.

* استشاري باطنية وقلب

مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض

[email protected]