2015 على الأبواب

TT

كنت في حديث مع أحد الأصدقاء عن أحداث هذا العام 2014 بسبب قرب انقضاء أيامه، فما كان منه سوى التنهد ومن ثم القول: «أتمنى أن يغلق علي أحد باب الغرفة وعلى سنة 2014 ومعي مجموعة من الأحذية لأنهال بالضرب عليها».

كانت سنة غريبة، وبناء على معطيات وقراءة معينة سأحاول رسم تصور لأهم ما يمكن ترقبه في عام 2015، هذه ليست نبوءات ولا توقعات، ولكنه تحليل وقراءة بناء على معطيات أمامنا.

الصين كدولة ثقيلة سيزداد دورها سواء أكان ذلك بصورة اقتصادية أو سياسية، فهي اليوم تراقب بسرور وغبطة ورطة حليفها السياسي الرئيسي الروسي فلاديمير بوتين، وتعي تماما أن سياسات بوتين ما هي إلا عنتريات قيصرية روسية كما كان يحدث قديما، وليست بناء على متانة نظام يحميه ولا حزب يضمنه، ولكن روسيا هي مجرد فلاديمير بوتين ورغباته، واليوم هو متورط في انحسار مدخولاته النفطية، وانهيار عملته الروبل، وتدهور برامجه الاقتصادية جراء العقوبات الدولية التي وقعت عليه بعد مغامراته العسكرية في أوكرانيا، بينما الصين تنظر إلى نفسها على أنها دولة تفكر بشكل بعيد المدى، وتركز على الاستقرار، فلا يحدث تغير في الزعامة إلا كل 10 سنوات.

الهند مقبلة على مرحلة من النمو الاقتصادي بسبب قيادة جديدة، فرئيس وزرائها «صديق» لقطاع الأعمال، وولّد الثقة مجددا معهم، وها هي الاستثمارات من هنود المهجر تعود بالبلايين للهند، وهو يركز بشكل مهم وأساسي على الاقتصاد وليس على القضايا الجدلية السياسية.

البترول سيبقى منخفضا وسيكون هذا الانخفاض بوابة مهمة جدا للاندماجات الكبرى بين الشركات النفطية العملاقة، تماما كما كان يحدث في السابق مع كل هبوط حاد في السلعة النفطية المهمة، وبدأت الأخبار الاقتصادية تتهيأ لأحداث من هذا النوع، وعادة إذا ما حصلت أخبار اندماج واستحواذ كبرى في القطاع النفطي يتبعها ذات الشيء في قطاعات المال والبنوك والسيارات.

أميركا، سنرى ضغوطات الحزب الديمقراطي على رئيسه للقيام بحل بعض الملفات العالقة، حتى تحسب كإنجاز للحزب قبل معركة الرئاسة في 2016، ملفات مثل الصفقة الإيرانية وملف برنامج إيران النووي والملف السوري بتعقيداته وخيباته، إلا أن أوباما لا يبدو جادا ولا مهتما بالحسم، وهو الذي سيزيد من عزلة الديمقراطيين وارتفاع حظوظ الجمهوريين، وهذا يعني ارتفاع حدة صوت هيلاري كلينتون في عين رئيسها السابق باراك أوباما ونقد سياسته، ما دامت هي مستمرة كمرشحة رئاسية محتملة عن الديمقراطيين.

العالم العربي سيزداد دولا مع وجود بوادر تقسيم واضحة الملامح في العراق وسوريا وليبيا واليمن، مع عدم الاستهانة بما يمكن أن يهدد من جيوب تقسيمية في كل من لبنان والسودان أيضا.

سوريا، سيزداد النظام عزلة، ويزداد الوضع الإنساني سوءا، ويبقى الأمل في مبادرة، قد تكون مصرية روسية، تخرج الأسد وتعطي الحكم لشكل توافقي لا وجود للأسد وزمرته المجرمة فيه.

مصر، ستكون الحالة الاقتصادية هي التحدي الأهم والأكبر، وفي الربع الأول من العام ستكون علامة الانتقال، إذا ما كتب للمؤتمر الاقتصادي النجاح بشكل حقيقي وليس بشكل دعائي.

لبنان سيظل يتخبط بلا رئيس وتحت سيطرة ميليشيات «حزب الله»، ولكن المقلق أن الكم المهول من السلاح انتشر وأصبح في متناول كل الطوائف بلا استثناء، وهنا الخطر الأعظم.

سنة 2015 قادمة بثقل وهمّ، لأن الملفات جميعها مفتوحة وبوادر القلق مبررة.