تمشي الهوينى كما!

TT

الأميرة البريطانية ديانا أكبر دليل على ما سوف أقول. أرادت أن تكون أكثر رشاقة مع أنها رشيقة. فقد أسرفت في تعاطي المنبهات والمخسسات وسد الشهية، فصارت أكثر نحافة.. ثم أصيبت بالمرض المعروف باسم «الشراهة». هذا المرض يجعلها خائفة دائما. وكثيرا ما وجدوها تجلس على الأرض في المطبخ عند منتصف الليل تصنع لنفسها الساندويتشات. ثم بعد لحظات تفرغ كل ما في معدتها، فكأنها لا أكلت ولا شربت. وحاولوا إنقاذها فأفلحوا إلا قليلا!

ولكن الموضة بقيت وأن المانيكان هي المثل الأعلى.. وكانت المانيكان أو عارضة الأزياء فيما مضى بنتا صغيرة حلوة ولجسمها جغرافيا: مرتفعات ومنخفضات. كانت أنثى جميلة. ولكنّ مصممي الأزياء يرون أن الذي يجب أن يلفت النظر ليس جسم المانيكان وإنما الفستان الذي ترتديه. والمانيكان يجب أن تكون (شماعة) فقط. أي يجب أن لا تكون أنثى. وإنما لها مشية عسكرية جادة!

ولا تزال هي الموضة..

أي الموضة أن تعيش المرأة كالفقيرات اللاتي يتضورن جوعا. فتفرض على نفسها الجوع كأنها لا تجد الطعام..

أما الشبان فيفرضون على أنفسهم الفقر فيرتدون الملابس الممزقة كأنهم عاجزون عن شراء الملابس الجديدة أو عن إصلاح هذه الملابس الممزقة. والشعر منكوش والعيون زائغة والسرحان من سمات الذين يرهقون أنفسهم بالسهر والجنس والمخدرات.

وقديما كان المثل الأعلى للرجل وللمرأة ما قاله الشاعر القديم:

تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل

أي أنها تمشي على مهلها كالعرجاء في الوحل - وهذا مظهر من مظاهر العزة والنعمة!

ومن مظاهر العزة أن الحركة نوع من الترف. فالبنت تجلس على سريرها وتشير بيدها إلى الخدم فيأتون لها بما تريد. وما دامت جالسة فسوف يتكدس فيها اللحم مع الشحم.. فلا حاجة لها بأن تقوم.. وإنما يقوم نيابة عنها الخدم والحشم - كان زمان!