الاربعـاء 29 رمضـان 1434 هـ 7 اغسطس 2013 العدد 12671 الصفحة الرئيسية
 
سمير عطا الله
مقالات سابقة للكاتب    
«رئيس تحرير»
الإذاعة «الوطنية» الأولى
قتلته السيارة المكشوفة
«الزوجة الباريسية»
لكن خطك جميل
مصنع النكات والشعر والازدهار
رحلات الليدي أشتون إلى مصر
بكل قيد وكل شرط
العلم عند الحكم لا عند العلم
دعوا الرجل للقضايا الكبرى
إبحث في مقالات الكتاب
 
سفاح إسباني في المغرب

منح الملكة إليزابيث كل سنة ألقابا تكريمية لعدد من المجلين في خدمة المملكة المتحدة وإضاءة سمعتها، اقتصاديين وعمارين وفنانين وكتاب وعلماء وعسكريين وسواهم. لا تعلم إليزابيث الثانية شيئا عن معظم هؤلاء، ولكن هناك هيئة حكومية خاصة ترفع لها التوصيات. أعلن الملك محمد السادس العفو عن 48 شخصا تبين أن بينهم إسبانيا مدانا بـ11 جريمة اغتصاب أطفال. قامت ضجة كبرى فسحب القصر الملكي العفو لكن سفاح الأطفال كان قد صار في إسبانيا.

تبين أن العاهل الإسباني خوان كارلوس هو من طلب من العاهل المغربي ذلك العفو. بديهي أن الملكين لا يعرفان شيئا عن القضية، لكنّ كلا منهما عمل بتوصية حكومته. ما العمل الآن؟ القضية متصاعدة جدا في المغرب ومتوترة قليلا في إسبانيا حيث تختلف المعايير الأخلاقية. وإذا استمر التوتر قد ينعكس على علاقة خاصة جدا بين بلدين جارين، تتضمن غالبا المبادلة الحسنة، وأحيانا نسف قطار مدريد من هنا أو سفاح أطفال من هناك.

اسمحوا لي باقتراح: خوان كارلوس ملك لا يستطيع إقالة حكومته، فليُقِلها البرلمان. والمغرب يقيل حكومته، وتتفق الدولتان على إعادة السفاح إلى سجنه في المغرب، وتعاد محاكمته ويصدر عليه الحكم المناسب للجرائم التي ارتكبها عن سابق تصميم وكررها ودمر حياة 11 طفلا فقط من الذين اشتكوا، ولا أحد يعرف عدد ضحاياه في المغرب أو في إسبانيا.

إن بريطانيا، البلد المتسامح في هذه القضايا، تلاحق المرتكبين حتى الفيتنام. وفي الفيتنام حكم على ذئب بريطاني مماثل بالسجن مدى الحياة. أتابع يوميا الجدل حول السفاح الإسباني، لسببين: الأول ارتباط العفو بتوقيع الملك محمد السادس، وهي جريمة في حقه ارتكبها مسؤول أو مسؤولون، إهمالا وقلة مسؤولية. والثاني ما يشاع عن حريات السياحة في المغرب. الإباحة شيء والاغتصاب شيء آخر. أما اغتصاب الأطفال، صبيانا وبنات، فجريمة نكراء لا يرتكبها الإسبان أو الأوروبيون وحدهم. الذئاب المتوحشة في كل بلد. وما أشيع عن «زيجات» اليافعات السوريات يدخل في باب تجارة الرق وفجور المعاصي وقحة المتلفعين بالذرائع الإنسانية لارتكاب موبقة غير إنسانية.

إذ أتابع الغضب في المغرب أتساءل: لماذا نعفي السفاحين المحليين؟ هل يعقل أن لا شبيه عربيا له في السنوات الأخيرة؟ أم أن ما يرتكبه العربي هفوات وما يرتكبه الأجنبي جريمة؟ إنها مناسبة لإثارة هذا الموضوع في كل بلد عربي وإخراج السفاحين إلى الضوء من أجل إدخالهم إلى عتم السجون. وفي أثناء ذلك أقل ما تستطيع الحكومة الإسبانية فعله هو الاعتذار من المغرب ملكا وشعبا وقضاء وأطفالا. يجب أن يعلم السفاحون المتسلسلون أن الجريمة عقاب لا عفو.

> > >

التعليــقــــات
محسن قاضي، «المملكة المغربية»، 07/08/2013
بلى يا استاد سمير انه عربي انه عراقي الاصل اسباني الجنسية وقد القي عليه القبض في مورسية الاسبانية بعد سحب
الملك عفوه سيسجن هناك ام هنا لا يهم، المهم ان يسجن، الملك قد استقبل اسر الضحايا لان هناك من يريد كالعادة السباحة
في المياه العكرة، محمد السادس ينحني على اطفال معاقين و يقبلهم بحنو، فكيف يعفو على من يغتصب منهم عشرة او اكثر
العلاقات مع الاسبان لا يمكن ان تهتز لانها مبنية على مصالح متشابكة.
dachrat taboukar الجزائر، «فرنسا ميتروبولتان»، 07/08/2013
حسب ما أوردته بعض وسائل الإعلام فإن هذا السفاح هو عربي الأصل و بالتحديد عراقي و هو جاسوس سابق عمل
لمصلحة المخابرات الإسبانية أثناء غزو العراق ، و لا نستغرب الجرائم التي إقترفها من شخص باع وطنه و شعبه .
KhalidBouihiSidifateh، «فرنسا ميتروبولتان»، 07/08/2013
أشكرك أستاذي القدير سمير عطا الله على كلمتك النقي على الموضوع الفاقد النقاء.أسلوبك أبدا راقي وحسك الإنساني دائما
رقيق وعميق.كلمتك كانت لي كالبلسم على جرحي الغائر.وكما عبرت عن رأيي في عز تفاعل الفضيحة من خلال أحد
المنابر المغربية أجدد حزني العظيم لما وقع وأتضامن مع الضحايا وأولياء أمورهم وأجدد تأكيد حبي الصادق للملك حبا
لايشوبه خوف ولا يعتريه طمع.

 
ارسل هذا المقال بالبريد الالكترونى   اطبع هذا المقال