رئيس وزراء فلسطين.. مواصفات لا أسماء

TT

السبت المقبل هو الموعد المقرر رسميا من قبل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ليعلن فيه الاسم الذي وقع عليه الاختيار ليكون رئيسا للوزراء، ما لم تتدخل اسرائيل وتعرقل آلية عمل الديمقراطية الفلسطينية، فتمنع اجتماع المجلس المركزي (منظمة التحرير)، ثم اجتماع المجلس التشريعي (السلطة الفلسطينية)، باعتبارهما الهيئتين المخولتين رسميا قبول او رفض اختيار عرفات. وسيلبي هذا الاختيار حين يتم، رغبة فلسطينية لأن الفلسطينيين هم اول من بادر لطرح فكرة اختيار رئيس للوزراء يعاون الرئيس عرفات في مهماته الصعبة، ثم جاءت الرغبة الدولية الداعية للاصلاح لتدعم الطلب الفلسطيني وتشجعه، وتدخلت الرغبة الاسرائيلية في مرحلة لاحقة باتجاه فرض اسم معين، وفي ظنها انه سيكون هناك رئيس وزراء فلسطيني يرضخ لطلباتها وأوامرها، وأدى هذا الموقف الاسرائيلي الى تباطؤ القيادة الفلسطينية في البت بهذا الامر، حتى لا يبدو القرار الفلسطيني تراجعا امام التطاول الاسرائيلي، ولكي يتأكد المجتمع الدولي ان الامر حين يتم انما يتم بقرار فلسطيني وبإرادة فلسطينية.

وقد انشغلت اوساط عديدة بترشيح هذا الاسم او ذاك للمنصب المنشود، ولكن الامر يتجاوز بالطبع قضية الاسماء، ولا بد ان يخضع لجملة من العوامل الموضوعية يتم على اساسها اختيار رئيس الوزراء المنتظر. وهناك اساسا خياران متاحان ومفتوحان تتم الحركة داخلهما. الخيار الاول ان يأتي رئيس الوزراء من الوسط الاجتماعي الفلسطيني، وهو وسط توجد فيه شخصيات كفؤة، من رجال الاعمال الى الكفاءات الجامعية الاكاديمية، الى رجال البلديات والنقابات والاتحادات المهنية. والخيار الثاني ان يأتي رئيس الوزراء من داخل الفصائل الفدائية، انطلاقا من طبيعة المرحلة النضالية، والتي ربما يرى البعض داخل الساحة الفلسطينية انها تحتاج الى قائد سياسي يستطيع التعامل مع الظروف القائمة في مجابهة الاحتلال الاسرائيلي. ومن مهمة الرئيس ياسر عرفات، والهيئات التشريعية الفلسطينية، تقرير ما اذا كانت المرحلة تتطلب اختيار رئيس وزراء يمثل العملية النضالية، او من يمثل القوة الاجتماعية المهيأة لادارة عملية انتاجية ناجحة.

ومن البديهي ان تتوفر لرئيس الوزراء الفلسطيني كفاءة القائد السياسي، وليس فقط كفاءة الاداري الناجح، وان يحظى اسمه بالثقة الشعبية، وبالثقة الوطنية، وان تشكل هذه الثقة سياجا يحميه ويساعده. كذلك من الضروري ان يكون رجل حوار قادراً على الانفتاح على القوى السياسية الفلسطينية، وان يكون صاحب رأي وموقف يساعد على الحوار ولا يعطله، لكي يستطيع الحفاظ على الجسور الفلسطينية ـ العربية المفتوحة، او لكي يمد جسورا فلسطينية ـ عربية انقطعت.