هل يملك الانسان حرية التصرف في عضو من اعضاء جسمه التي خلقه الله بها في مقابل حاجته الى المال الذي يقدمه له انسان اخر يملك المال لدفع الثمن.
اعلان صغير نشر في احدى الصحف البرازيلية يقول: «انا في حاجة الى اربعين ألف دولار اميركي ومستعد للتبرع بقرنية احدى عيني لمن يدفع المبلغ» اثار جدلا ونقاشا واسعا على صفحات الصحف البرازيلية.
أبدى البعض الكثير من الأسى والأسف على مأساة الانسان الفقير في عالم اليوم الذي يجبره الفقر على ان يبيع جزءا من جسده الحي او بعضا من دماء تجري في شرايينه في مقابل المال الذي يحتاجه لكي يسد جوع اطفاله ويكسوهم في برد الشتاء. لكن البعض الآخر لم يستغرب الأمر وقال ان لا غرابة في ان من يملك المال ولا يملك البصر يتوجه بجزء من امواله الى الاخر الذي يملك عينين مبصرتين وفي احتياج شديد الى المال لكي يشتري منه قرنية احدى العينين.
راجت في البرازيل في الفترة الأخيرة تجارة بيع الاعضاء البشرية، والسبب في ذلك بالطبع الفقر الذي يعاني منه قطاع عريض من الشعب البرازيلي.. والغريب ان القانون في البرازيل يتشدد ويعاقب الطبيب الذي يجري عملية نقل عضو من اعضاء الجسم الحي لانسان الى آخر في حين لا يتشدد القانون ولا يعاقب الانسان البرازيلي الذي تدفعه حاجته الى المال الى ان يعرض بيع أحد اعضاء جسمه الحي.
ولقد وجد الاطباء في البرازيل حلا للتعامل مع القانون الذي يتسامح مع بائع عضو من اعضاء جسم انسان سليم لكنه فقير الى جسم انسان غير سليم، ويتركز هذا الحل في اخذ موافقة البائع والشاري على اجراء العملية على اعتبار ان عملية نقل العضو الحي من انسان الى آخر هي عملية تبرع ولا دخل للأموال فيها.
وربما تكون قد حلت في البرازيل مشكلة معاقبة الذي يجري عمليات نقل الاعضاء.. لكن الفقر الذي هو السبب الرئيسي لتجارة بيع اعضاء الأجسام البشرية الحية لم تحل مشكلته بعد..
كذلك هناك تجارة رائجة اخرى في البرازيل غير تجارة بيع ونقل الاعضاء وهي تجارة بيع الدم الانساني.. وبالرغم من ان القانون في البرازيل يمنع تصدير الدم الى خارج البلاد إلا انه من الثابت ان 60% من الدم الانساني الذي يتم شراؤه من فقراء البرازيل يباع في المانيا والولايات المتحدة الاميركية.
يجدر بالذكر ان نشطاء المعارضة في البرازيل دائما يثيرون على صفحات الصحف وداخل البرلمان مشاكل بيع اعضاء ودماء جسم الانسان الحي ويطالبون الحكومة بحل مشكلة الفقر اولاً قبل اي تفكير في ايجاد حل لمشكلة بيع ونقل الاعضاء.