من أحداث الأسبوع

TT

* اعلنت الولايات المتحدة في الاسبوع الماضي عن توصلها الى تطوير طائرة تحلق في الجو لعدة ايام، تصور وتراقب وتكتشف وتضرب بالصواريخ وكل شيء بدون اي طيار على متنها. وبنفس الوقت وفي نفس العدد من هذه الجريدة، ورد نبأ من القاهرة يفيد بتوصل الرجال والنساء الى تطوير وسيلة جديدة لتحقيق الرغبات الجنسية والزواج بدون اي مأذون عن طريق الكاسيت، يسمونه «زواج الكاسيت». كل ذلك دلائل على قدرة بني آدم في الابتكار واستعمال المخ في تحقيق اي هدف. في الغرب يستعملون المخ في تطوير التكنولوجيا وعندنا نستعمل التكنولوجيا في تمتيع المخ.

* النزاع التاريخي بين الفرنسيين والانغلوسكسون كثيرا ما يأخذ قوالب لغوية. كل ما هو حقير ومكروه من طعام او وسائل او سلوك يطلق عليه الانجليز صفة «فرنسي». وبعكس ذلك يطلق الفرنسيون صفة انجليزي على كل ما تعافه انفسهم وتستهجنه. يزداد هذا المنحى في ايام الازمات. اعتاد الانجليز والامريكان على ان يطلقوا «مقليات فرنسية» French Fries على البطاطس المقلية، او ما يسمونه بالشبس. وهي عادة اصبحت شائعة ومرغوبة بين الشباب الامريكي. وفي ايام هذا النزاع بين فرنسا والانغلوسكسون بشأن العراق، عمد الامريكان الى تغيير الاسم الى «مقليات التحرير» Liberation Fries، شيء ظريف ان يصبح تحرير العراق لقمة مستحبة عند الشبيبة الامريكية، هو شيء احبذه لشبابنا ايضا. هلموا بنا نغير ما يعرف في العراق ببطيخ تكريت فنسميه بطيخ التحرير.

* ومما يذكر ايضا ان النقانق (الصوصج) الطويلة المقلية التي نأكلها في الخبز مع الخردل باسم هوت دوكز (كلاب حارة) كان اسمها في الاصل فرانكفورتر، على اسم مدينة فرانكفورت الالمانية. ولكن الامريكان الذين شغفوا بالهوت دوكز وجدوا تسميتها الالمانية مزعجة لهم في زمن الحرب العالمية الثانية فغيروا الاسم من فرانكفورت الى كلاب حارة نكاية بالالمان.

ما رأيكم في ان نغير الدولار الذي اخذ يهيم به رجالنا المناضلون ويصمدونه في حساباتهم السرية فنسميه دينارا فرنجيا؟

* هذه تسمية كان يليق بفردريك شلوبا، رئيس جمهورية زامبيا السابق، ان يتبناها قبل ان يحال قبل ايام الى المحكمة في لوزاكا بتهمة سرقة مليوني دولار من الخزينة العامة بعد الانقلاب الذي قام به ضد الرئيس كنث كاوندا، مؤسس الدولة. لم اسمع بعد عما سرقه كاوندا قبل اسقاطه من الحكم. ولكن هذه مسألة تتطلب بعض المراجعة في الساحة السياسية للعالم الثالث. يظهر ان المؤهلات الوحيدة التي يحملها معظم رؤساء هذه الدول هي قدرة كل منهم على نهب اموال الرعية. طالما كان الامر كذلك فأعتقد ان عليهم ان يطرحوا هذه المؤهلات ويقدموا قائمة كافية بسوابقهم الاجرامية كحرامية محترفين مؤهلين لتسلم دفة الحكم.

ولكن اخواننا في افريقيا ما زالوا متأخرين ولم يكتسبوا بعد مهارات زعمائنا وقدرتهم على سرقة الخزينة العامة بكاملها دون ان يساقوا الى اي محاسبة او محاكمة، بل دون ان يجرؤ اي احد حتى على مطالبتهم بالتنحي عن الحكم، لا. استغفر الله، بل دون ان يجرؤ اي احد على عدم التصفيق لهم.