سقوط الطائرة والسيد.. «مجهول»!!

TT

حادث الطائرة الذي أودى بحياة عشرات اللبنانيين يستحق تحقيقا جادا ونزيها، فالمعلومات المتسربة حتى الآن تقول ان الطائرة تستوعب مائة واربعين راكبا، ولكنها كانت تحمل مائة وواحدا وستين عندما سقطت، وتقدر مصادر لبنانية ان الطائرة كانت تحمل اطناناً من الوزن الزائد الذي ربما كان سبب الحادث.

كل ما نخشاه ان تسجل القضية ضد مجهول وهي عادة عربية متأصلة، فكل كارثة تحدث تشكل لها لجان تحقيق ثم لا نسمع عن هذه اللجان شيئا. ولم نسمع ان احدا قد تحمل المسؤولية، او استقال او دفع ثمن اخطائه.

منذ سنة حدث الاصطدام المروع لقطار الصعيد في مصر وكانت كارثة بشرية ذهب ضحيتها مئات البشر، وتم تشكيل لجنة تحقيق ولم نسمع حتى الآن شيئا عن الاسباب وعن المسؤولية رغم كل ما قيل يومها عن انعدام وسائل الوقاية والحماية في شبكة خطوط الحديد، وحدثت كارثة انهيار السد في سورية وذهب ضحيتها الابرياء وتم تشكيل لجنة تحقيق لم نسمع عنها شيئا، وتسببت فيضانات الجزائر في مقتل العديد من الأبرياء وقيل ان شبكة تصريف المياه كانت مسدودة ولم نسمع حتى الآن شيئا عن اسباب الحادث ومن يتحمل مسؤوليته.

الركاب اللبنانيون الذين قتلوا في الحادث كانوا مغتربين يبحثون عن لقمة العيش في افريقيا، وبالتأكيد فانهم سيبحثون عن تكلفة اقل للوصول الى وطنهم، ونرجو الا يكون الجشع وراء الحادث وخاصة ان مديرية الطيران المدني اللبنانية «اجرت فحصا قبل اشهر على احدى الطائرات التابعة للشركة وتبين فيها وجود خلل ادى الى منع اعطائها الترخيص بنقل الركاب» ثم قيل انه «فيما بعد جرى الاخذ بالملاحظات وتم تأهيل الطائرة بالشكل المطلوب»!!

الكارثة اودت بحياة الابرياء في الطائرة، واذا ثبت ان سبب الحادث هو الوزن الزائد فان هذا سيعني اخلاء شركة التأمين من المسؤولية، وهي كارثة اقتصادية بعد الكارثة الانسانية للعائلات المنكوبة.

السيد «مجهول» هو شخصية عربية ذات وزن ثقيل تسجل كل الجرائم باسمه.