اذهب إلى بيجين إنه طغى

TT

دفع الرئيس السادات بخطاب ضاق به، وظل يدفعه حتى سقط على ساقي. وقال: اقرأ وقل لي أعمل إيه في ابن الإيه ده!!

أما الخطاب فهو من رئيس وزراء إسرائيل مناحم بيجين يشكو من أن الشيخ متولي الشعراوي يهاجم اليهود ليلا ونهارا ومن غير مناسبة، وخاصة في الحلقتين الأخيرتين!

وذهبت إلى التليفزيون أطلب مشاهدة الحلقتين الأخيرتين للشيخ الشعراوي ولم أجد شيئاً مما نقلوه إلى بيجين. فالشيخ الشعراوي أحد الخبراء في البلاغة القرآنية. وتفسيره البلاغي للقرآن الكريم متعة. وقدرته على تحليل المعاني الإلهية شيء عجب، كما تغني أم كلثوم.. وشاهدت حلقات أخرى للشيخ الشعراوي فالرجل لا يهاجم اليهودية ولا المسيحية فهو فقيه مسلم يفتش في كنوز المعاني البديعة. وعدت للرئيس أنقل إليه ما وجدت. ولكن الرئيس السادات كان مشغولا بهذا الخطاب الذي ضايقه. ورأى أن بيجين قد زودها وحشر أنفه في ما لا شأن له، وخير له أن يطلق الرصاص على هؤلاء الجهلاء الذين سمعوا الشيخ الشعراوي وأساءوا الترجمة تماماً، كما حدث بعد إلقاء خطابه في الكنيست!

ومن دون أمر من السادات توقفت إذاعة حلقة واحدة للشيخ الشعراوي وتضايق السادات جداً..

وفجأة تلقيت خطاباً من د. بطرس غالي وزير الخارجية وفي الخطاب نص خطبة وزير التعليم الإسرائيلي، وفي الخطبة يقول: لن يتحقق السلام بيننا إلا إذا حذفتم بعض آيات من القرآن الكريم!!

وقال لي السادات سافر إلى إسرائيل فوراً وقل لبيجين على لساني: إذا لم يكف عن الادعاء بأن الشعراوي يهاجم اليهود وليس الصهاينة، فإنه سوف ينشر خطبة وزير التعليم الإسرائيلي على جميع القنوات في مصر والعالم العربي..

ورفع بيجين يديه بما معناه إنه لن يفعل وإن هذا يكفي!

ومنذ أيام عثرت على خطاب بيجين وترجمته كاملا وكذلك خطبة وزير التعليم وعبارة كتبها السادات على ورقة صغيرة يقول: يا أنيس.. اقرأ وقل لي، واكتب واعرض علي ما كتبت قبل إن تسافر إلى إسرائيل!