بدأت مقدمات الحرب الجديدة!

TT

نحن نحارب في جبهات عديدة..

نحارب من أجل السلام.. ونحارب الطبيعة: البراكين والزلازل والفيضانات والميكروبات..

ويهددنا العلماء بأن ارتفاع درجة حرارة الأرض وجو الأرض سوف يؤدي إلى الجفاف.. وإلى ظاهرة «التصحر».. أي أن تتحول الأرض المزروعة إلى أرض صحراوية بسبب نقص مياه الأمطار التي تتكون منها الأنهار..

حتى نحن أولاد الأنهار يجب أن نحرص على نقطة الماء.. نحن نسرف في استهلاك الماء. ففي مصر لا نزال نروي الأرض كما كان أجدادنا الفراعنة يفعلون من ألوف السنين.. وكانت المياه كثيرة والأرض المزروعة قليلة.. أي أنها تحتاج إلى القليل جدا من الماء الكثير جدا.. وذلك بأن الفلاح المصري يفتح قنوات الري على الأرض ويتركها وينام حتى الصباح.. فالماء يتدفق من الترع إلى الأرض ويروي عطشها في ساعة أو ساعتين، ولكن الفلاح يتركها طوال الليل، فالأرض تأخذ نصيبها والباقي يتدفق إلى المصارف - الكثير جدا ينساب إلى المصارف!

ونخشى من الحرب القادمة التي هي حرب المياه.. فالشرق الأوسط يعيش على مياه الأمطار القليلة وعلى القنوات الصغيرة والآبار وتحلية مياه البحر..

وانشغلنا بالحرب على التدخين.. ومنعناه في كل الأماكن العامة والطائرات والأتوبيسات والمقاهي والمطاعم.. فكأننا نحارب السجائر من أجل نقاء جو غير المدخنين. ولكن بقي التدخين الضار كما هو.. أما الحرب الجديدة فهي حرب الملح.. فنحن نسرف في وضع الملح في الطعام. وهذا الملح يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم، وإلى متاعب في القلب وإلى زيادة الوزن. ويجب الإقلاع عن تناول الكثير من الملح، وقد لوحظ أن الصغار يسرفون في استهلاك السكر والملح والفلفل.. وأخطرها جميعا الملح. وكل ذلك يؤدي إلى البدانة عند الصغار وعند الكبار الذين تثقل حركتهم ويفضلون الجلوس الطويل أمام التلفزيون..

وقد نبهت هيئات التوعية بخطورة الملح في مطاعم السندوتشات وهي بالملايين حول العالم وطلبت أن تقلل استخدام الملح إلى النصف.. واتجهت إلى صناعات المخللات: اللفت والجزر والخيار وإلى صناعة الأسماك المخللة أو الأسماك التي توضع في الملح: الفسيخ والسردين والرنجة والأسماك المدخنة..

ولن يمضي وقت طويل حتى تبدأ الحرب على الملح كلما زادت نسبة الوفيات من مرضى القلب ومرضى السكر أيضا.. فهي جميعا تنبع من مصدر واحد قاتل: الملح!