تتطلع كل الأعين إلى إيران وفريق المفاوضات النووية خاصتها المقرر أن يعقد اجتماعا مع المفاوضين الغربيين الثلاثاء (اليوم) في جنيف. ومن المتوقع أن تسفر الاجتماعات المكثفة التي تستمر لمدة يومين بين الأطراف عن تطور مؤثر بعد أعوام من الموقف المتأزم والإحباط بين إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد» والتي انتهت بفرض أشد العقوبات صرامة على إيران.
وفي إطار الإعداد للاجتماع، تحدث الدكتور علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران، مع وكالة «أسوشييتد برس» يوم الأربعاء الماضي وأشار إلى أن إيران تمتلك قدرا من اليورانيوم المخصب يفوق ما تحتاجه في أبحاثها وأنه على استعداد لمناقشة «الفائض» مع القوى الغربية خلال المحادثات النووية. وأشار لاريجاني أيضا إلى أن إيران ترحب بإجراء مناقشات حول ما يمكن فعله باليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة الذي لا تحتاجه.
ومع الاستعداد الأساسي لمحادثات إيران البارزة مع القوى الغربية بشأن برنامجها النووي المزعوم، تتصاعد التوقعات من الجانبين. في الوقت نفسه، فإن مطالب الإيرانيين من الحكومة الجديدة مرتفعة، نظرا لأنه جرى انتخاب الرئيس الجديد حسن روحاني بهدف تحسين الاقتصاد وعلاقة إيران بالعالم. بخلاف ذلك، فإنه من الواضح جليا بالنسبة للجميع، بمن فيهم روحاني، أن دافع الناس الذي سمح لهم بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية لم يكن أي شيء خلاف وعوده بإصلاح الأمور المعيبة لأجلهم.
وبالنظر إلى هذا الضغط الشعبي على الحكومة، فإن هناك ضغطا آخر على فريق روحاني ومن جانب المحافظين الذين يعارضون كل المفاوضات وتحسين العلاقات مع الغرب. عند هذه النقطة وقبل بضعة أيام من بدء أهم المحادثات بين إيران ومجموعة «خمسة زائد واحد» في جنيف، جاء علي لاريجاني إلى دائرة الضوء لإظهار التضامن والدعم لفريق مفاوضي إيران بهدف منحهم الثقة خلال المحادثات المقبلة.
ومع ذلك، ففي وقت لاحق عقب مقابلة يوم الأربعاء مع وكالة «أسوشييتد برس»، أنكر مجلس الشورى الإسلامي الإيراني عبارة لاريجاني التي نقلتها عنه الوكالة، كاتجاه جديد، وأنكرت إيران مجددا ما ذكرته مسبقا عندما نقلت «أسوشييتد برس» عن لاريجاني قوله، إن «إيران لديها فائض من اليورانيوم المخصب وأنها تعتزم استخدامه كورقة مساومة في المحادثات النووية المقرر عقدها في جنيف الأسبوع المقبل».
بعدها، نقلت وكالة الأنباء الأميركية عن المشرع الإيراني الرفيع المستوى قوله: «ولكن لدينا بعض الفائض، مثلما تعلمون، الكم الذي لا نحتاجه، ويمكننا أن نجري بعض المناقشات حول هذا الموضوع».
أنكر مكتب العلاقات العامة بالهيئة التشريعية الإيرانية آخر جزء من الحوار باعتباره «عاريا عن الصحة بالأساس» في بيان له.
غير أن إيران نقلت للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أنها حولت نصف اليورانيوم المخصب لديها بنسبة 20 في المائة إلى صورة مسحوق لا يمكن استخدامه بسهولة في تصنيع وقود بدرجة سلاح. ويبدو أن هذا ما ستقترحه إيران اليوم (الثلاثاء)؛ وقف تخصيب اليورانيوم العالي الجودة الذي تبلغ نسبة تخصيبه 20 في المائة وتقليل مخزونها العالي الجودة، والذي جرى تحويله بالفعل، بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى مسحوق!
وفي حالة ما إذا وجدت هذه التغييرات والمبادرات الدرجة الجيدة الكافية من بناء الثقة بين إيران والقوى العظمى، ينبغي أن نتوقع رفع بعض العقوبات قريبا يوم الأربعاء.
يعتزم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قيادة فريق إيران النووي في جولة جديدة من المفاوضات اليوم وغدا (15 و16 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي مع مجموعة (خمسة زائد واحد) التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، إضافة إلى ألمانيا.
في هذا الاجتماع أولا، يفتتح كل من كاثرين آشتون ومحمد جواد ظريف الحوار، لكنهما سيتركان بقية المفاوضات لمندوبيهما. بحسب التقرير الرسمي، سيظل ظريف في جنيف خلال المحادثات التي تستمر لمدة يومين، وسوف يتولى نائبه عباس أراقتشي الذي كان يشارك في المفاوضات النووية خلال فترة حكم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد إدارة المحادثات الخاصة بإيران.
ولا تتمثل أهمية هذا الاجتماع فقط في قدرة الأطراف على إيجاد حل سريع للمشكلة، وإنما في القيود التي تحول دون تحقيق روحاني هدفه على المستويين المحلي والدولي.