نشرت مجلة «علم الحياة» الأميركية أن علماء من أستراليا وهولندا اكتشفوا بالصدفة أكبر عصفور «هلاس» في التاريخ، فقد لاحظوا أن أعشاش بعض الطيور التي تعيش عند أطراف المستنقعات الأميركية بها طيور مختلفة في اللون والشكل والحجم. والطيور صغيرة جدا.. ولا يمكن أن تكون قد طارت إلى هذه الأعشاش. ولا يمكن أن تكون الأم قد وضعت بيضات مختلفة.
وراقبوا هذه العصافير سنوات طويلة. ثم حللوا عوامل الوراثة فوجدوا أن هذه الطيور ليست من ذكر واحد.. أي أن الأنثى قد تزاوجت مع أكثر من ذكر. فكل عصفور له أكثر من أب. وهذا هو سر اختلاف ألوانها وأحجام مناقيرها. أي أن الذكر مزواج هلاس والأنثى هلاسة هي الأخرى. ولكن لماذا؟
وجد العلماء أن هذه الطيور تعيش في خطر، يجيء مد الموج من المحيط يطيح بالأعشاش. والأوكار. فتجد الأنثى أنه لا وقت عندها لجمع الأعشاب والأوراق لبناء عش جديد. ولذلك فإنها تتعرض لذكور كثيرة قد تحطمت أعشاشها فتستسلم لها. وكذلك الذكور تجد إناثا كثيرة بلا ذكور..
ثم لاحظوا أن الذكور تعيش معا. والإناث تعيش معا. ومن النادر أن يجدوا الذكر والأنثى والصغار معا. فلا توجد أسرة واحدة من ذكر وأنثي.. وإنما إذا وجدوا الذكر وجدوا معه ذكرا آخر.. وإذا وجدوا الأنثى وجدوها وحدها وصغارها..
وهنا نداء للجنس: وذلك بأن تنزع الأنثى ريشة من جناحها وتعلقها على باب العش.. والمعنى: مطلوب ذكر حالا.. ويجيء الذكر ويلقي الريشة بعيدا..ثم تعود الأنثى تعلق ريشة أخرى وثانية وثالثة.. ويعرف الذكور أن هذه الصغار ليست منها وحدها، فهم ينقرونها وتنقذ الأم صغارها من هؤلاء الغرباء أو الآباء..
وهي إحدى حيل الطبيعة لكي تمتد الحياة. وليس من الضروري أن يكون الأب واحدا!