بع السيارة واشتر ناقة يا علي!

TT

من أكثر أغنيات سميرة توفيق انتشارا أغنية «بيع الجمل يا علي»، ويقول مطلعها:

«بيع الجمل يا علي واشتري مهرا إلي

يا علي بيع الجمل بيع النعجة والحمل»

ويبدو أن جمل «علي» يندرج ضمن مزايين الإبل، أو لعله جد النوق الثلاث التي بيعت قبل أيام في أحد المهرجانات بقيمة أربعة وعشرين مليون درهم، توزعت على ناقة بقيمة 10 ملايين درهم، وأخرى بتسعة ملايين، والثالثة مقابل خمسة ملايين درهم، ولو أن جمل «علي» حقا من هذا النوع من الجمال فإن سعره سيكفي زواج «علي»، ومعه كل شباب «الضيعة».

ولصديقنا الشاعر سعد الثوعي - رحمه الله - قصيدة منذ عشرات السنين يقول فيها لحبيبته: «تعالي نبيع النوق ونشتري مرسيدس»، أو قريبا من هذا المعنى، لكن شاعرنا لو امتد به العمر وشهد تقلبات الأحوال لبدل قصيدته وقال: «تعالي نصرف ناقة واحدة من القطيع بـ24 سيارة مرسيدس آخر موديل، نستخدم 4 منها، ونوزع ما تبقى على فقراء (البشكة) من الشعراء والصحافيين».

ولو علم والدي رحمه الله الذي أنفق ماله في شراء المراكب - التي غرق جلها - أن النوق سيكون لها هذا الشأن لاستبدل مجدافه بزمام ناقة، وحول أبناءه - وفي مقدمتهم كبيرهم الذي هو أنا - إلى حُداة لها بدلا من الاشتغال بكلام الجرائد، لكن لا الشاعر الثوعي صاحب ديوان «مسيكينة»، ولا أبي البحّار، ولا حتى أحمد زويل، كل هؤلاء لم يكن بإمكان أحد منهم التنبؤ بأن يصل سعر الناقة ذات يوم إلى 10 ملايين، بينما لا تتجاوز دية الإنسان 100 ألف ريال.

لست ضد أن يصل سعر الناقة إلى خانة عشرات الملايين، ولكنني أتعاطف بشدة مع ما كتبه عزيزنا صالح الشيحي في مقاله يوم السبت الماضي بعنوان «البعير في موازين التنمية»، حينما خلص إلى أن قيمة النوق الثلاث يمكن أن تزوج 400 شاب وشابة، أو تحفر ألف بئر يستقي منها الناس، أو تبني عشرين مسجدا تقام فيها الصلاة خمس مرات في اليوم، أو تكفل 10 آلاف يتيم لمدة عام، أو تبني 10 مراكز صحية يعالج فيها آلاف الناس.

ولو أن ست الحسن والجمال المطربة الكبيرة سميرة توفيق علمت من أمرها ما جهلت لما طلبت من «علي» أن يبيع الجمل، ولرجته أن ينصب لها هودجا على ظهره تطوف على متنه أرجاء الدنيا مطمئنة إلى أنها تمتطي صهوة ما لا يقل عن عشرة ملايين.

دامت النوق، ودام جملك يا «علي».

[email protected]