يجب أن ننشغل بأمر آخر!

TT

تنصحك هيئة الفضاء الأميركية بأن تصرف نظرا عن الرحلات إلى كوكب المريخ أو إلى القمر التابع لكوكبنا.. فلديها خبر هام يحل مشاكلها المالية وتقدم حلا لمشاكلها مع كوكب المريخ الذي ارتحلت إليه سفن الفضاء 12 مرة.. وجمعت معلومات عن سطحه وما تحت السطح وعن الجاذبية والجو..

الخبر الهام هو: أن هيئة الفضاء الأميركية اتجهت بكل أجهزتها وعلمائها ومحطات المتابعة الأرضية إلى قمر صغير يدور حول كوكب المريخ وعلى ارتفاع تسعة آلاف كيلومتر: هذا القمر الصغير اسمه: فوبوس ومعه قمر أصغر اسمه ديموس..

وفى مارس (آذار) المقبل سوف تدور حول فوبوس مركبة فضاء أميركية تكمل ما ينقصها من معلومات عن فوبوس.. لأننا لا نعرف حتى الآن إن كان هذا القمر الصغير (28 كم × 26 كم) جزءا من المريخ أو أنه أحد الأحجار الضالة في الفضاء وقع في جاذبية المريخ.. وإن كانت الصور التي التقطتها سفن الفضاء في الرحلات السابقة تصور فوبوس على أنه كتلة متفحمة مظلمة تماما، وأن جاذبيته خفيفة جدا. ولذلك فلن تبذل سفن الفضاء جهدا أو وقودا كثيرا في الدوران حوله وإسقاط معامل صغيرة بالمظلات إلى سطح فوبوس.. بل إن علماء الفضاء سوف يعتبرون هذا القمر كأنه سفينة فضاء تدور حول المريخ ولذلك سوف يزودون فوبوس بكل الأجهزة الضرورية لمعرفة الكثير عن المريخ قبل التفكير عمليا في الهبوط عليه.

وهذا القمر فوبوس اكتشفه أحد العلماء الأميركان سنة 1877. وظل لغزا حتى تمكنت سفينة الفضاء من تصويره من زواياه المختلفة. وقد لاحظوا أن فوبوس في دورانه حول المريخ يتذبذب.. بما يدل على أن هناك مجالات مغناطيسية على ارتفاعات مختلفة تشده قريبا منها ثم ترتد بعيدا. ولم يفلح العلماء في حل هذا اللغز..

وسوف يكون القرار نهائيا في القيام برحلات مباشرة بعد عشر سنوات. وقد أعدت هيئة الفضاء الأميركية أجهزة خاصة ومعامل صغيرة تهبط على فوبوس. أما التكاليف ذهابا وإيابا فهي أقل من ألف مليون دولار. فإن كان المريخ يشغلك كثيرا كما يتصوره العلماء فالمرجو من سيادتك أن تريح دماغك وأن تركز كل قواك العظيمة وخيالك وآمالك على القمر فوبوس. والحقيقة أنني لا أعرف كيف أفكر في هذه المشكلة ولا كيف أكف عن ذلك.. على كل حال موعدنا سنة 2020 وما ذلك ببعيد!