شوبان: ذكراه المئوية الثانية!

TT

دنيا الموسيقى تحتفل بمرور مائتي سنة على ميلاد الموسيقار البولندي شوبان (أمه بولندية وأبوه فرنسي).. وأبوه قد هاجر إلى بولندا. وعندما كان شوبان في الشهر السابع من عمره انتقلت الأسرة إلى بولندا. وبقيت فيها عشرين عاما. ثم انتقل إلى باريس ومنها إلى كل العواصم الأوروبية ليتفرج العالم على معجزة العزف على البيانو.. في دور الأوبرا وفي قصور النبلاء والحفلات الخاصة.

وأصبح معروفا في أوروبا أن هذا الشاب البولندي هو معجزة الموسيقى. هو العبقري الجديد.

وموهبته قد ظهرت في السابعة من عمره. فقد أبدع أول عمل موسيقي للعزف على البيانو. وطلبت أمه أن تسمعه فعرفت الأم بأن ابنها قد ألف شيئا جديدا فهو ما زال صغيرا لم يتأثر بأحد من عباقرة الموسيقى وإنما هذا الذي سمعته من إنتاج عبقرية صغيرة. وكانت أمه عازفة بيانو وتقوم بتدريبه لبنات الأسر النبيلة في بولندا. ويقول شوبان إنه كان إذا استمع لأمه بكي! فقد كانت بارعة في العزف وكانت مؤثرة. ولم تكن أمه تعزف لحنا حتى يذوب ابنها دمعا ثم ينهض إلى البيانو يعزف نفس اللحن الذي سمعه لأول مرة!

وفى باريس عزف شوبان لكل عباقرة الموسيقى والرسم. وكلهم قد شهدوا بعظمة الموسيقار الصغير..

وعندما كان في التاسعة والعشرين عرف الأديبة جورج صاند. وكانت عندها شراهة جنسية وكان هو أيضا. وقيل في ذلك الوقت إنها سوف تقضي عليه كما قضت على ثلاثة من الشعراء الرومانسيين قبل وبعد ذلك. وقد أصيب شوبان بالتهاب رئوي مات به وهو في التاسعة والثلاثين من عمره. وفي آخر أيامه ذهب مع جورج صاند وابنتهما إلى جزيرة مايوركا الإسبانية. وعندما عرف أصحاب الفندق أنهما لم يكونا زوجين طردوهم جميعا.

وبعد ذلك تدهورت حالته الصحية. وكتب وصيته. أوصى بأن يُدفن وبالموسيقى التي تعزف في جنازته. واختار أحد ألحان الموسيقار موتسارت.

وكانت الصلاة عليه في كنيسة مادلين في باريس. واللحن الجنائزي يقتضى وجود عدد من الفتيات - وكانت هذه هي المرة الأولى التي سمحت فيها الكنيسة بوجود فتيات ولكن وراء حجاب أسود حتى لا يراهن المصلون على روحه.

وطلب أيضا أن ينقشوا على قبره آية من الإنجيل. وتقول: لأنه حيث يكون كنزك يكون قلبك (إنجيل متّى الإصحاح السادس الآية رقم 21).

ولم يكن له كنز.. لا فلوس ولا صحة ولكن شهرة عالمية. حتى قلبه قد تصدع مبكرا ونزف دما وموسيقى حتى مات!