مستقبل تراثنا الأثري الإسلامي

TT

ما من شك أن أهم مشروع يمكن أن يفكر فيه الأثريون والمعماريون المهتمون بقضايا التراث سواء في عالمنا العربي أو الإسلامي هو كيف يمكن أن نسجل كل الآثار الإسلامية الموجودة في كل دول العالم؟ وفى اعتقادي الشخصي ومع معرفتي بإمكانيات دوائر الآثار المختلفة فإن جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية قادرة بإمكانياتها العلمية والتقنية والمادية لتبني هذا المشروع الذي نحتاجه ليس فقط لحفظ تراث قديم يعانى الإهمال، وإنما لخلق منظومة عمل مشترك بين الأثريين والمتخصصين في مجال استخدامات التكنولوجيا، أضف إلى ذلك التعريف بالتراث العربي والإسلامي. نريد خلق جيل جديد من شباب العلماء نستعيد بهم أمجاد الماضي وذكرى علماء الإسلام الذين كان لهم يوما ما اليد الطولى في جميع العلوم.

إن تراثنا يعاني خطر الدمار ويتعرض يوميا لانتهاكات لا حصر لها بل إن جزءا مهما من تراثنا محتل، يعاني التجريف وهو التراث الإسلامي الفلسطيني الذي يقاوم آلة التهويد الإسرائيلية العازمة على طمس التراث الفلسطيني الذي هو بكل تأكيد الدليل الدامغ على الحق الفلسطيني في الأرض المقدسة! وفي سوريا التي تذبح أمامنا كل يوم وتروى أرضها بدماء الأطفال والنساء والشباب والعجائز، وسنفاجأ في يوم أراه قريبا أن التراث الإسلامي في سوريا كان أيضا من ضحايا المجزرة السورية وأن مساجد أثرية وقلاعا وأسواقا عربية ومناطق أثرية بأكملها قد دمرت وخربت، وقد أحدثت حرب الخليج تدميرا طال معظم التراث الإسلامي وأثار ما قبل عصر الإسلام في العراق. ونعلم جميعا أن متحف العراق القومي قد نهب منه أكثر من نصفه، حيث فقد من المتحف أكثر من 15 ألف أثر من أهم آثار العراق. وللأسف في مصر أيضا تعرضت المواقع الأثرية والمتاحف لمحاولات السرقة، ولعلنا نذكر جميعا قضايا التعدي على الآثار الإسلامية ومنها التعدي على شارع المعز وتركه يعاني الغرق في المياه الجوفية.

أما المشروع العلمي القومي لتسجيل الآثار الإسلامية فقد أصبح ضرورة ملحة وهناك مؤسسات مستعدة أن تصرف المنح على هذه النوعية من المشروعات مثل مؤسسة أغا خان. وهناك أنواع من التسجيل بحسب نوع التكنولوجيا المطبقة ومنها مثلا التسجيل باستخدامات الليزر ونظام المعلومات الجغرافية والذي يجب أن يكون التسجيل كاملا غير منقوص، ولماذا لا تمتلك كل دولة عربية كتابا واحدا بالحجم الكبير توثق فيه تراثها بشكل حديث مبتكر؟