الاتحاد معا من أجل العدالة

TT

لدى دعاة المساواة والعدالة سبب يدعوهم للابتهاج والبكاء معا خلال الأسبوع الحالي؛ فمنذ فترة رسمت المحكمة مرة أخرى خطا فاصلا في هذا البلد بين دور وحدود الحكومة في ما يتعلق بضمان المساواة أو إنكارها من خلال سلسلة من الأحكام. في قضية جامعة تكساس بأوستن وقانون حقوق التصويت وغيرها قسمت المحكمة خطا فاصلا بين السياسات التي تنص صراحة على الإقصاء وتلك التي تعالج ضمنا الإقصاء سواء في الوقت الحالي أو على مدار التاريخ. وضعت المحكمة عائقا أكبر أمام تضمين العرق كعنصر بين عدة عناصر في الالتحاق بالجامعات، وألغت بندا أساسيا في قانون حقوق التصويت. ومع ذلك ألغت قانون الدفاع عن مؤسسة الزواج.

وترتفع الروح المعنوية بخطوة في اتجاه المساواة، وتعود لتنسحق بخطوة أخرى. ومع ذلك تبقى الحقيقة هي أن تلك الحركات غير مختلفة بشكل كامل، فكل الذين يناضلون من أجل العدالة متشابهون، مثل جيم كراو وجيم كوير. لذا بالنظر إلى التطورات على جبهة الحقوق المدنية العرقية خلال الأسبوع الحالي، سيكون من الحكمة أن تتخذ حركة «إل جي بي تي» للحقوق المدنية الحيطة والحذر.

التغلب على القوانين غير الدستورية ليس سوى أول خطوة على الطريق الذي لا ينتهي نحو العدالة. خلال العقود التالية يمكن لسياسات التمييز العنصري أن تصبح أكثر خداعا، وهذا عندما لا يُنظر إلى القانون نفسه على هذا النحو، حتى إذا كان التأثير الخالص لقانون يتضمن تمييزا. ويمكن اعتبار النية في هذه الفترة الغامضة غير معروفة، والتأثير غير متعمد، وذلك عندما تقول المحاكم والقانون إنه إذا كان باستطاعتك رمي الحجر وتخبئة يديك فيمكنك إخفاء جرمك. يحدث هذا عندما يخبو التمييز الشخصي ويغيب في ضباب تمييز بنيوي أكثر شؤما وهلامية. يحدث هذا عندما يجري تقييد الظلم الموروث، الذي يتردد صداه عبر الأجيال، بمدة زمنية. يزداد الإنهاك في أعقاب الظلم. إنه صراع يجب أن تخوضه الحركات المنادية بالمساواة والعدل عندما تنضج بالتدريب.

من غير المرجح أن تصبح حركة «إل جي بي تي» أكثر من مجرد جماعة للأقلية. كذلك أعلم أن تغيير القوانين لا يواكب تغير الأفكار، وهو ما يعني استمرار ضعف جماعات وحركات الأقليات. وعندما تتغير القوانين تصبح بعض الأشياء حيلا ومكائد. وعند إلغاء الفصل الرابع من قانون الحريات المدنية، كتب كبير القضاة جون روبرتس «تغيرت بعض الأمور تغيرا كبيرا وكذلك تغيرت إجراءات مرحلية بعينها». اسأل قادة حركات الحريات المدنية السود الذين لا يزالون يحاربون المؤسسة الصناعية التي تمثل سجنا كبيرا، وسياسات الشرطة مثل التوقيف والتفتيش الذاتي، فضلا عن ممارسات الإقراض العدوانية. اسأل قادة الحركات المطالبة بحرية المرأة والتي لا تزال تصارع من أجل حصولها على أجر للمرأة مساو للرجل، وتدافع عن حق المرأة. اسأل المجموعات الداعمة للمهاجرين والتي تتصدى لموجة من المشاعر المعادية للمهاجرين.

بالنسبة إلى محاربي التنوع العرقي فهذه لحظة حزن لكم لكنها لن تدوم. ويجب أن ننهض في الصباح جميعا ونتذكر ما قاله ونستون تشرشل «النجاح ليس أمرا نهائيا، والفشل ليس قاتلا، لكن الحفاظ على الشجاعة هو الأهم». تذكروا أيضا قول العظيم مارتن لوثر كينغ وهو في سجن برمنغهام «الظلم في كل مكان تهديد للعدالة في كل مكان». وتذكروا أيضا أنه ليس من قبيل المصادفة أن يحدث تداخل بين الولايات التي يطبق بها قانون حريات التصويت، فهي تلك الولايات التي تطبق بعض أكثر قوانين الإجهاض صرامة والتي أقرت مشروعات قوانين مناهضة للمهاجرين. تتشابك العدوانية العنصرية وكره النساء كجديلة واحدة، لذا عندما نتصدى لأحدها فنحن نتصدى للجميع. ويعزز الانخراط في القتال كائتلاف موحد قوتنا ونفوذنا جميعا. يجب أن ندرك أنه إذا رأى الجميع ما يجمع كل أشكال النضال هذه بدلا من رؤية الاختلافات بينها، سيكون بمقدورنا إدراك أن أميركا دولة أقليتها تمثل أغلبية.

* خدمة «نيويورك تايمز»