حازم حسن.. الجنتلمان والسياسي!

TT

في مصر كغيرها من دول العالم يلقى مشاهير السياسة والفن والرياضة النصيب الأهم والأعظم من التغطية الإعلامية والإبراز الإخباري على حساب قطاعات أخرى لا تقل أهمية في المجتمع، ويبقى رجال الأعمال دائما يحظون في أغلب الأحيان بتغطية إعلامية إخبارية سلبية مليئة بالمغالطات والمبالغات نظرا لإرث فكري وثقافي تولد في فترة الحكم الاشتراكي الناصري الذي وظف كل أدوات الدولة الثقافية من إذاعة وتلفزيون وسينما ومسرح وأدب وصحافة لأن «تجرم» و«تخون» رجال الأعمال وتظهرهم بمظهر الانتهازي والأناني المنغمس في الفساد والرشوة، حتى تولدت فجوة هائلة بين رجال الأعمال الشرفاء والمجتمع استمرت لعقود طويلة، لأن الصورة الذهنية تكرست في العقول جيلا وراء جيل، ومع كل حقبة حاكمة كان لها دوما رموز وأسماء من قطاع الأعمال نالها نصيب من النقد والتجريح، والأنظمة ترتاح لذلك لأنهم تحولوا إلى أكياس ملاكمة ملائمة تمتص غضب العامة بشكل مريح. واليوم مصر تعيد ترتيب نفسها وتنظيف بيتها من الإرهاب وسوء الإدارة ورعونة الأداء، فهي تبحث عن أسماء قيادية ومحترمة (وهم كثر ولا شك) ولكن كالعادة يبقى المميز فيهم بعيدا عن دائرة الضوء، وهم كالجواهر تقبع في المناجم بعيدا عن الأعين يجب البحث عنها.

كنت في أمسية مع بعض الأصدقاء الذين لهم اهتمامات لافتة بالشأن المصري وكانوا ينتقدون الإيقاع البطيء للحكومة المصرية وأن مصر بحاجة لشخصية تنفيذية من نوع آخر تقود البلاد في هذه المرحلة. وحقيقة قفز إلى ذهني اسم رجل الأعمال «المهني» حازم حسن، صاحب أكبر مكتب محاسبة قانونية في الشرق الأوسط. هذا الرجل صاحب السمعة العطرة والذي يجمع على احترامه ومهنيته وأخلاقه، و«شهادته» كأنها حكم شرعي لا يراجع بعده. ومكتبه من المكاتب القليلة جدا حول العالم التي يكون لاسم الشريك المحلي نفس القيمة والوزن والأهمية للشريك الأجنبي (في هذه الحالة KPMG). وهو بالإضافة لنشاط المراجعة المحاسبية والمالية يقدم المشورة والتقييم وكذلك اختيار كبار التنفيذيين في الشركات والهيئات، وبالتالي لديه العين الثاقبة والفراسة والتمرس والحس الذكي لتقييم الأفراد والشخصيات. وهو شخص له من اسمه نصيب، حازم في قراراته، لا يحب الأضواء، مقل في الظهور، يدع عمله وإنجازاته تتحدث عن نفسها، وقور ومحترم، ولكنه عادل وموضوعي في الوقت نفسه.

مصر بحاجة لرجل يملك الثبات والثقة في قراراته ورؤيته ولديه اليد الثابتة على مقود قيادة البلاد A man with steady hand، قادر على نقل الثقة والإحساس بالطمأنينة والأمان لمن حوله فيجعلهم أكثر ثقة في اتخاذ القرارات المطلوبة مهما كانت صغيرة أو كبيرة، وهي صفات مهمة للغاية لا يملكها الكثيرون من الرجال التنفيذيين كما هو معروف في عالم الأعمال مع الأسف الشديد. هو أيضا شخصية محل ثقة على الصعيد الدولي لدى المصارف والشركات والحكومات، وكذلك الأمر على الصعيد العربي، وخصوصا الخليجي منه. لا يتردد اسمه في هذا المجال السياسي الحكومي لأنه لا «يرخص» نفسه ويعرضها للمناصب، ولكنه اسم متى ما ذكر وتردد يجمع على قبوله واحترامه وتقديره كل من يستمع له.

مصر تمر بمرحلة مهمة جدا من تاريخها المعاصر، وهي مرحلة استثنائية تحتاج لنوعية استثنائية من الرجال، وقد تكون ضالة مصر في إدارة الحكومة متمثلة في حازم حسن.. «جنتلمان» عالم الأعمال المصري بلا منازع.