صمت سعودي بليغ

TT

الصمت موقف في كثير من الأحيان أبلغ من الكلام.

يبدو أن هذا ما قررت السعودية فعله في ردهات الأمم المتحدة، التي:

تجمع فيها كل لسن وأمة

فما تفهم الحداث إلا التراجم

كما قال المتنبي ذات جمع حربي عظيم. لكن شتان بين مشهد المتنبي ومشهدنا الحالي هذه الأيام في قاعة المبنى الزجاجي بنيويورك.

حشد عرمرم من الخطب والكلام، لكن الفعل معدوم، والنتيجة مزيد من المفاوضات، والقرارات، والتحفظات، والمواعيد العرقوبية.

سوريا في طريقها، إن مضينا في هذه السكة، إلى أن تكون ملفا دائما في أدراج الأمم المتحدة، كما ملف فلسطين قبلها، وملف الصومال، وملف الصحراء المغربية.

في الخبر الذي نشرته «الشرق الأوسط» أمس، كان من المفترض أن تلقي السعودية كلمتها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة صباح أول من أمس، إلا أنها ألغت كلمتها. وأعلنت الدائرة المسؤولة عن ترتيب مواعيد إلقاء الخطابات في الجمعية العامة مسبقا أن موعد الخطاب كان مجدولا لصباح الاثنين.

ورفض الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نسيركي تقديم أي تفسيرات، مطالبا بسؤال البعثة السعودية عن تفسير الامتناع هذا.

بعثة السعودية الدائمة لدى الأمم المتحدة، لم تقل علنا أي تعليق.

مصادر موثوقة، حسب وصف الخبر، أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن إلغاء المملكة كلمتها السنوية في الجمعية العامة لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة يعود إلى امتعاض السعودية من موقف الأمم المتحدة تجاه القضايا العربية والإسلامية. وأضافت المصادر أن السعودية ترى أن معظم القضايا العربية والإسلامية تدخل الأمم المتحدة من دون أن تجد طريقها للحل، ومن بينها القضية الفلسطينية لأكثر من ستين سنة، وحاليا الأزمة السورية.

الغرب والشرق، عمدا أو جهلا، يشكلون خطرا علينا في سياستهم تجاه سوريا. والسعودية، ودول الخليج، خصوصا الإمارات، تمثل «جمل المحامل» في المنطقة الآن، وهي التي يقع على متنها ثقل المسؤولية.

السعودية وريثة نهج المؤسس عبد العزيز الذي عاش ظروفا سياسية عالمية وإقليمية صعبة، وتحديات داخلية خطرة، وكان يطيب له دوما ترديد هذه العبارة شعار عمل له، كما استفاضت بهذا الروايات عنه. العبارة، باللهجة العامية، هي:

«الحزم أبا اللزم أبا الظفرات والترك أبا الفرك أبا الحسرات».