عندما تكون الاقتصاد الأكبر في الشرق الأوسط وأحد اللاعبين الاقتصاديين الكبار على خريطة العالم الاقتصادية، فقدرك ومصيرك هو أن تولد نجوما وفرسانا لامعين في مجالات مختلفة ومتنوعة، ولكن ولفترة طويلة تبوأت على واجهة الأحداث الاقتصادية في البلاد، وخصوصا المعنية بأن تكون واجهة لها، نفس الوجوه. وأعني هنا الشخصيات التي تصدرت مناصب الغرف التجارية والصناعية في البلاد.
ولذلك عندما تأتي أسماء جديدة، وفي الوقت نفسه أسماء ناجحة ومتألقة، تكون هذه المسألة بمثابة نسائم من الهواء العليل والمنعش. فها هو اليوم عبد الله المبطي ابن الجنوب وفارس صناعة وتجارة غرف أبها ورجل الأعمال الناجح والمتألق، يتبوأ باستحقاق رئاسة مجلس الغرف السعودية، ويساهم بشكل فعال وعملي وبأسلوب خال تماما من الغرور والأنا والكبر، ويقدم نموذجا للمواطن الصالح، والذي هو في آن رجل أعمال متألق.
ولعبد الله المبطي أسلوبه الخاص في الإدارة الممزوج بشكل جيد بالبساطة والحكمة والفطرة والخبرة، يقول الجملة «القاضية» مصحوبة بابتسامة وديعة، ولكن في كل الأحوال يستطيع إيصال «الرسالة» بمهارة وفعالية.. أسلوبه مقنع ويصل للمتلقي مهما كانت الخلفيات والثقافات، وهذه ولا شك قدرة استثنائية، وكل النجاح الذي حصل عليه لم يفقده ثقته بنفسه ولم يعتليه الكبر والغرور.
وما يقال بحق عبد الله المبطي يقال أيضا بحق صالح العفالق رئيس غرفة الأحساء، الذي حصل على رئاستها للمرة الثانية بشكل سلس وبإجماع حقيقي لا غبار فيه ولا تشكيك بحقه. صالح العفالق يأتي من أسرة كريمة لها باع عريض في التجارة والصناعة من قلب الأحساء، المعروف بطيبة أهله ونبل أخلاقهم.
طور صالح أداء غرفة الأحساء وأعاد إليها الوهج والحياة من دون ضوضاء ولا ثرثرة، فالرجل غير محب للأضواء والصور والابتسامات، ولكنه يركز على عمله وتطويره بأقل قدر من الكلام والتصريحات والوعود. الرجل خجول ووقور وهادئ بطبعه، ولكنه صاحب طموح وتركيز ولديه رغبة حقيقية مستدامة في تطوير الذات والعمل بشكل دؤوب. وهو يمثل قصة نجاح مهمة لجيل الأعمال الشباب الذي تراهن عليه السعودية لنقلها إلى عوالم الغد بشكل حرفي ومهني، وهو اليوم يساهم بشكل حقيقي في كتابة اسمه في عالم قادة رجال الأعمال بالمنطقة الشرقية.
عبد الله المبطي وصالح العفالق يقدمان نموذجين مهمين لنوعية جديدة من رجال الأعمال السعوديين، اسمان سيتعود على سماعهما الناس؛ لأنهما بنجاحهما الحقيقي وكذلك في عملهما التطوعي يساهمان في إحداث نقلة مطلوبة للاقتصاد الخاص في قلب الاقتصاد الأهم في العالم العربي. وعليه فهما يستحقان التحية والاحترام.