عفاريت الخليج

TT

حينما قرأت هذا الخبر قلت: أخيرا!

في التفاصيل، كما قرأت بصحيفة «الإمارات اليوم»، أن توبي هوبر، وهو مخرج عالمي تخصص في أفلام الرعب ومن بينها «بولتيرجيست» من إنتاج ستيفن سبيلبيرغ، سيتولى إخراج فيلم بعنوان «جن» لشركة «إيمج نيشن أبوظبي».

يروي «جن» قصة زوجين إماراتيين يعودان بعد تخرجهما ليكتشفا أن منزلهما الجديد في المبنى الفاخر الذي بني مكان قرية صيد مهجورة يسكنه الجن. وسيجري البدء في تصوير الفيلم، الذي أعلن عنه خلال مهرجان «كان» هذا العام، الشهر الحالي، في الإمارات. وتقوم المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة بدور المستشارة الثقافية لفيلم «جن» والتدرب مع المخرج الشهير الذي قال: «أؤكد لكم أن هذا الفيلم سيرعب الجميع أينما كانوا».

رئيس مجلس الإدارة المعين في «إيمج نيشن أبوظبي» محمد المبارك ذكر أن شركته معنية باستقطاب الخبرات والمواهب العالمية، وإنتاج أفلام تجارية «تروي القصص العربية للجمهور حول العالم».

الخلاصة أنه يوجد لدينا ما نقدمه للعالم، مفيد، وممتع، ومربح. في الفنون كلها، من الموسيقى إلى المسرح إلى السينما، إذا توافرت الرؤية والعزيمة والقدرة. وهي ثلاثة عناصر تقوم عليها أي قصة نجاح: رؤية لما نريد، وعزيمة على تنفيذها، وقدرة على امتلاك أدوات التنفيذ.

تخيل لو نهجت دول جزيرة العرب هذا النهج، تجاه إرثها الأدبي والثقافي والتاريخي.. كم من قصة نجاح ستكتب؟

هناك محاولات خاصة كما فعلت المخرجة السعودية هيفاء المنصور. لكن نتحدث عن جهود مؤسسية دائمة.

كم قصة تاريخية ملحمية لدينا في الجزيرة العربية؟ كم أسطورة من أساطير الرعب مثل: حصان القايلة، وأم السعف والليف، والمقرصة الحامية.. يمكن ترجمتها إلى منتَج ترفيهي سينمائي أو روائي حتى، وحتى قصص للأطفال بمواصفات عالية؟

كم أسطورة حب وغرام؟ كم قصة حرب وانتقام؟ كم حصارا وكم غزوا؟ كم معارك بحرية وبرية، وكم قصة إنسانية نسجت فصولها على رمال وجبال ووديان الجزيرة العربية؟

كم من غيمة مكتنزة بالماء تنتظر من يعتصرها في مواريث دول الخليج ومعها اليمن؟

نعم نستطيع بجهودنا فعل هذا، قبل أن يتبرع من لا يعرفنا بالحديث عنا.. بجهل أو بغرض.