مذيعة الـ «سي إن إن» هالة غوراني: قلة من بلدان المنطقة لا تفرض على الصحافيين «مرافقا» من وزارة الإعلام
فخورة بجذورها العربية.. تعشق الغناء.. و«الـ تبولة» أكلتها المفضلة
الاحـد 14 ذو الحجـة 1426 هـ 15 يناير 2006 العدد 9910
جريدة الشرق الاوسط
الصفحة: الإعــــــــلام
فيصل عباس
انتهت الإعلامية الأميركية هالة غوراني قبل ثلاثة أيام من تغطية مناسك الحج لشبكة «سي إن إن» العالمية، وعلى الرغم من انها تقول ان الأمر تطلب عملا شاقا إلا انها تصف التجربة بأنها مثيرة للاهتمام، «الشرق الأوسط» التقت غوراني في جدة قبيل مغادرتها بساعات صباح الخميس (أي قبل ساعات من حادثة تدافع الحجاج بمنى التي أودت بحياة أكثر من 345 شخص)، وتحدثت إليها عن تجربتها هذه بأبعادها المختلفة، كما استعلمت عن جذور غوراني العربية التي تعود لمدينة حلب السورية، وأسباب تعلقها الشديد بالعالم العربي التي دفعتها لتقديم برنامج خاص عنها يدعى «داخل الشرق الأوسط»، وفيما يلي نص الحوار: > فلنبدأ من النهاية، لقد انتهيت للتو من تغطية الحج لقناة «سي إن إن»، كيف تصفين التجربة؟ ـ أعتقد انها تجربة فائقة، لأن مناسك الحج تستمر على مدار الـ 24 ساعة، كما اننا نحاول ان نأتي بقصص جانبية وذلك يعني ملاحقة الحجاج حتى لو ترتب على ذلك العمل في السادسة صباحا، ولا تنس ان الـ «سي إن إن» هي قناة تقدم الأخبار على امتداد الـ 24 ساعة مما يعني أن يجب ان نكون على أهبة الاستعداد في أي وقت. ولكن إلى جانب كون التغطية متعبة، لا بد من القول أنها مثيرة للاهتمام وهي تظهر تفوق التلفزيون في نقل صورة التعدد الرائع الذي يحتويه الحج مقارنة بالاعلام المكتوب والمسموع. فالمشهد بديع للغاية.. أناس من ألوان وأعراق مختلفة من كل أنحاء العالم في مكان واحد. وأعتقد اننا استطعنا هذه السنة انتاج قصص تحوي عناصر دينية فيها ولكنها مختلفة عما قمنا به في السنوات الماضية. > أي مثل قصة «الأقنعة والتجارة» التي تناولت فيها الجوانب الاقتصادية للحج كوصف الطوابير التي تقف خارج مطعم دجاج كنتاكي المجاور للحرم، و«صناعة» السياحة الدينية؟ ـ نعم، حاولنا نقل صورة لجانب آخر من الحياة بالاضافة للجانب الديني خلال الحج. > كيف تصفين تعامل وزارة الإعلام السعودية معكم خلال الفترة التي أمضيتموها هنا؟ ـ حسنا.. هم يطلقون على أنفسهم اسم «المرافقين»، وكما تعلم في منطقة الشرق الأوسط هناك عدد قليل من البلدان التي لا يرافقك فيها «مرافقون» من وزارة الإعلام. وطريقة عملهم هي انهم موجودون معك ويقدمون لك معارفهم واتصالاتهم في المنطقة، فمثلا مرافقنا كان من أبناء مكة المكرمة نفسها.. الأمر الذي ساعدنا للغاية حيث كان يعرف المنطقة ويدلنا إلى الأماكن التي نريد الذهاب إليها. وما يمكنني قوله ان هناك بلدانا أخرى تشعر فيها بوجود «المرافق» أكثر من غيرها. > أتشعرين أن العمل كان شبيها بعمل الصحافيين المرافقين للجيوش embedded، أي انك صحيح في منطقة ممتازة للتغطية الصحافية لكن في نفس الوقت عليك التعايش مع قيود معينة يفرضها رعاتك؟ ـ لم أشعر في أي لحظة ان هناك اي قصة لم استطع انجازها او سؤال لم اتمكن من طرحه، كما لم أشعر ان هناك شخصا يراقبني من وراء كتفي. > لا بد انه من المثير للغاية كونك صحافية من أصل عربي تستطيع فهم منطقة الشرق الأوسط وتعمل في مؤسسة إعلامية مثل السي إن إن في هذا الزمن تحديدا؟

ـ في الواقع إن اهتمام العالم بأسره ينصب على منطقة الشرق الأوسط، فعندما يكون هناك خبر من هذه المنطقة فإن الجميع يشاهد، كما انني مهتمة شخصيا بالسياسة والشؤون الاجتماعية والدولية بالاضافة أنني عربية الأصل وكون عملي يخولني ان آتي إلى هنا باستمرار للعمل على تحقيقات مطولة ومن ثم العودة إلى الولايات المتحدة وتقديم الأخبار لفترة.. فلا أعتقد أنه بالامكان الحصول على أفضل من هذا المزيج. » حسنا، هل لك ان تشرحي اكثر عن جذورك العربية؟ نعلم أنك أميركية من أصل سوري، ولكني أعلم أنك أقمت في الجزائر لفترة؟ فكيف ذلك؟ ـ (ضاحكة) كيف عرفت هذا؟ حتى زميلتي المنتجة في برنامجي «داخل الشرق الاوسط» لم تكن تعلم بذلك إلى فترة قريبة. > لقد قمت بالتحضير لهذا اللقاء فحسب.. فهل لك أن تروي لنا قصتك؟

ـ لقد ولدت في سياتل بالولايات المتحدة، ووالداي كلاهما من حلب، وقد انتقلت في صغري للعيش في الجزائر مع والدي الذي عمل هناك لفترة، ومن ثم انفصل والداي وانتقلت للعيش في باريس مع والدتي حتى نهاية مراهقتي وعدت للولايات المتحدة للدراسة الجامعية ومن ثم عدت إلى فرنسا فالولايات المتحدة مجددا. وكما ترى لقد تنقلت كثيرا خلال حياتي، ولكن جذوري سورية 100%. > وهل عدت أخيرا لسوريا والجزائر؟

ـ بالنسبة لسوريا نعم، أذهب إليها كثيرا وقد كنت هناك الشهر الماضي لبرنامج «عين على الشرق الأوسط» الخاص، وقد ذهبت إلى حلب ونمت في بيت جدتي، انا احب الذهاب إلى سوريا كثيرا. بالنسبة للجزائر لم أذهب بعد وأود ذلك حقا فلدي ذكريات طفولة جميلة هناك ولكن لا خطط في المستقبل القريب. > لاحظت من خلال الاطلاع على مقابلتك الصحافية السابقة انك تتجنبين الادلاء برأيك الشخصي حول ما يجري في الشرق الأوسط والسياسة الأميركية، فلماذا ذلك؟ ـ هذ صحيح ولكن أليس هذا أمرا جيدا عندما تكون صحافيا؟ فرأيي الشخصي هو ملكي أنا، كثير من الصحافيين في العالم العربي يسألونني دائما عن رأيي في تغطية السي إن إن وسياسة أميركا ويتحول الحديث بيننا إلى حوار سياسي، وفي الواقع لدي مواقف قوية بالنسبة لما يجري ولكني أكرر دائما ان رأيي هو ملكي، والادلاء به يدمر صورتي كصحافية محايدة. > بالمناسبة تصادف وجودك في الأردن لتصوير حلقة من سلسلة «عين على الشرق الأوسط» الخاصة مع حدوث الاعتداءات الإرهابية، فتحولت على الفور إلى تغطية الحدث، وجاء ذلك بعد حادثة مماثلة حيث تصادف وجود زميلتك كريستيان آمانبور في سوريا لاجراء حديث خاص مع الرئيس بشار الأسد في نفس اليوم الذي انتحر فيه غازي كنعان، فتحولت آمانبور بدورها إلى تغطية الحدث، فما تعليقك على من يقول إن وجود الـ «سي إن إن» في أماكن الحدث أكثر من مجرد صدفة؟ ـ (ضاحكة) ذلك مجرد جزء من الـ «بارانويا» (حالة من الشك المرضي) التقليدية، كنا هناك لاعداد «عين على الشرق الأوسط» وعندما وقعت الانفجارات في عمان كنت في طريقي إلى الفراش. > بالمناسبة ما مدى اتقانك للغة العربية؟ ـ كما ذكرت أنني من أصل سوري، وأستطيع فهم الكثير من العربية والتحدث بها. > ولكن هل تستطيعين القراءة بالعربية مثلا؟ ـ لا، (ضاحكة) ولكن هذا هو هدفي للعام 2006 بالاضافة إلى الاهتمام برشاقتي.

> انت تقدمين هذا البرنامج، وتعدين بعض التقارير الميدانية له ولنشرات الأخبار كذلك، وفي نفس الوقت فأنت مذيعة أساسية في نشرات الـ «سي إن إن»، ماذا تفضلين التقديم أم المراسلة؟ ـ في الواقع أحب الوجهين، وأحب أسلوب الحياة الذي يرافقهما.. وأعتقد أن الجمع بينهما أمر صحي وجيد، فالمراسلة بشكل دائم هو أمر متعب أما التقديم بشكل دائم فيعني انك تفتقد عامل الاثارة برؤية ما يحصل على الأرض. أعتقد ان كوني آتي إلى المنطقة ومن ثم أعود لأقدم الأخبار لفترة مما يعني أن القصص التي انتجها تكون افضل لأني أحضر لها جيدا، وفي نفس الوقت اكون اكثر دارية والماما بما يجري خلال تقديمي للنشرات. > ذكرت في مقابلة سابقة إنك ترين ان التلفزيون هو وسيلة إعلام الأكثر قدرة على نقل التعابير، وأن الضيف حين يتردد او يضطرب فإن التلفزيون يستطيع نقل الصورة اكثر من غيره، ولكن ألا ترين أن ذلك قد يعني ان المذيع أو المراسل هو تحت الضغط كذلك لأن الخطأ سيكون مكشوفا؟ ـ بالتأكيد، الاعلامي يكون تحت ضغط كبير ومستمر عندما يكون على الهواء حيث عليه ان يكون دقيقا ومتحكما، وعندما لا يكون الوضع كذلك فإن الجميع سيلاحظون ذلك. فإن التلفزيون هو سلاح ذو حدين، فالأمر ايجابي عندما يكون الضيف هو الذي تحت الضغط ولكن ذلك يتحول إلى نقمة في حال كان المذيع هو الضحية. > تعلمين أن كثيرا من مقدمات البرامج والأخبار يعجبن في بعض الأحيان بضيوفهن على الهواء، وبحكم أنك حاورت الكثير من الزعماء والشخصيات القيادية؟ فمن أكثر شخصية وقعت في اعجابها؟ ـ في الواقع، أكثر الشخصيات التي أعجب بها هم الأناس العاديون ضمن التحقيقات التي أجريها ميدانيا. > في مقابلة سابقة لك مع صحيفة «خليج تايمز» ذكرت انك تعتبرين ان 90% من العمل التلفزيوني يكمن في اللوجستيات (الاضاءة، البث، التحضير، الاتصالات، التنقل) و10% يكمن في الجانب التحريري، وبالنظر إلى نجاحك هل بامكاننا القول بأن «سي إن إن» بارعة في الترتيب اللوجسيتي؟

ـ في الواقع فإن الترتيب والتنسيق وتركيب الاضاءة وحجز المساحة وكل هذه الاجراءات تتطلب وقتا طويلا، لكن النتيجة تكون سحرية عندما تعمل كل هذه العناصر سويا والأمر يتطلب فريقا متعاونا بالتأكيد. > أنت كثيرة السفر، ولك بالتأكيد ملاحظات على زيارتك لدول المنطقة، فهل تفكرين في تأليف كتاب عن رحلاتك، او كتابة مقال باستمرار؟ ـ إنني مضغوطة للغاية من ناحية الوقت، ولكن لدي مدونتي الخاصة على الإنترنت التي تعيد نشرها بعض المطبوعات.. وللاجابة على السؤال ربما أؤلف كتابا مستقبلا. 8 أشياء لم تعرفها عن هالة غوراني > من مواليد عام 1970 واسمها الكامل «هالا باشا غوراني» > لم تدرس الإعلام في الجامعة، بل الاقتصاد والسياسة. وهي تؤمن بأنّ الصحافة صنعة تكتسب بالخبرة. > أول عمل لها في المجال كان في الصحافة المكتوبة في فرنسا > أول ظهور تلفزيوني لها كان في عمر الـ 24، وذلك في برنامج فرنسي > تعشق الموسيقى وغنت ضمن فرقة في الماضي، واحيانا تغني في استديو سي إن إن قبل البث المباشر > تعشق المأكولات العربية، ومن اكلاتها المفضلة الحمص والمتبل والتبولة والكبة. > من أماكنها المفضلة في العالم العربي مصر وسلطنة عمان ومدينتا حلب وبيروت. > تحب تمضية الاجازات على الشواطئ، وتحديدا جزر المالديف، وتود زيارة البحر الميت مجددا.