الاثنيـن 16 ربيـع الثانـى 1435 هـ 17 فبراير 2014 العدد 12865







سجالات

الرأي والرأي الآخر حول وجود «أزمة طائفية» في الخليج


  في حلقة اليوم من «سجالات» نطرح على بساط الجدل موضوع «الطائفية في منطقة الخليج»، ولا سيما في ظل التصعيد الإيراني وانعكاساته على عدة دول في المشرق العربي، والتداعيات المحتملة في دول الخليج. وفي هذا السياق نطرح سؤالين على أربعة من المتخصصين والمتابعين. السؤال الأول هو: هل يجوز اليوم التحدث عن «أزمة طائفية»
هل يجوز التحدّث عن «أزمة طائفية» في منطقة الخليج؟

د. سعيد حارب
نعم .. لم يسبق أن برزت المسألة الطائفية كما تبرز اليوم
  دارس الاتجاهات الفكرية في منطقة الخليج سيلحظ حجم المسألة الطائفية في الواقع الاجتماعي، فالمنطقة تضم ثلاث طوائف رئيسة هي: السنة، والشيعة الذين ينتشرون في كل دول المنطقة، ثم الإباضية الذين يتركّز وجودهم في سلطنة عُمان. إلى عهد قريب لم تكن المسألة الطائفية واضحة كما هي اليوم، فقد كان الخلاف بين أتباع المذاهب أو الطوائف لا يتجاوز ممارسة الشعائر الخاصة بكل مذهب، بل كانت بعض الدول، كالبحرين، تشهد تداخلاً في العلاقات الاجتماعية بين أتباع المذاهب كالمشاركة في الحياة العامة والمصاهرة والعمل التجاري وغيرها من صور العلاقات الاجتماعية، لكن الوضع تغير بعد ذلك وبدأت المسألة الطائفية واضحة في بعض الدول، بينما تتراجع في دول أخرى وفقا لحجم الطائفة وواقعها الاجتماعي. وإلى عهد قريب كان السنة والشيعة هم من «يتواجهون»
 

د. باقر النجار
لا .. فيها استقطابات اجتماعية.. لبعض أشكالها أبعاد طائفية
  لا تأتي المشكلة الطائفية بمستوى أو بشكل واحد. فهي في أقصاها وأعنفها تأخذ شكل الحروب الأهلية التي اجتاحت وتجتاح الكثير من دول العالم في آسيا (الهند وباكستان وأفغانستان) وأوروبا (يوغوسلافيا القديمة وآيرلندا...) وأفريقيا (نيجيريا....) وفي الوطن العربي (لبنان والعراق وسوريا...)، وهي حروب تأكل الأخضر واليابس وتبقى في نفوس الناس لأجيال قد لا تمحى دون معالجات حقيقية في الممارسة والشعور. وهي في بعضها، أو في أحد مستوياتها، قد تأتي على شكل ممارسات مؤسساتية أو إدارية ومواقف واتجاهات اجتماعية كنتيجة لتعبئة معلنة وغير معلنة، وقد تكون غير مسيسة أو من ساسة وجماعات سياسية ودعاة دين أو من أفراد أو أطراف نحو فئة دينية أو مذهبية بقصد الإضرار بمصالح فئة دينية أو مذهبية من الأفراد وحصصهم في المجتمع، أو تأتي على
 
وهل ساهمت الأزمة السورية في تفاقم المشكلة الطائفية في الخليج؟

أحمد الصرّاف
نعم .. تجنب التداعيات المستقبلية على بعض دول الخليج شبه مستحيل
  من المهم أن نبيّن أمرين مهمّين، فمن المفترض أن المقصود هنا بالمشكلة الطائفية هو الصراع المذهبي بين الشيعة والسنّة، الذي أحرق مجتمعات كثيرة وربما جاء دور دول الخليج لكي تكتوي به. والأمر الآخر المطلوب تبيانه هو أن كلمة «خليج» غير دقيقة، فلو كان المقصود بـ«دول الخليج» تلك التي تكوّن أعضاء مجلس التعاون، فإن استخدام كلمة «خليج» غير دقيق. ولو أضفنا إليها اليمن وإيران والعراق يصبح الموضوع مُربكاً أكثر. وعليه سنركّز على الأزمة المذهبية في دول مجلس التعاون الست، وهنا نجد أن عُمان لا تشكو، تاريخياً، من أزمة مذهبية وغير معنية، بالتالي، بما يجري في سوريا، فهي قد نأت بنفسها منذ البداية عما يدور بها من صراع فيها. والإمارات أيضا غير معنية بالصراع المذهبي في الخليج ولا تشكو منه داخلياً، لكنها استفادت مادياً،
 

جعفر الشايب
لا .. ظروف اجتماعية وسياسية تستحضرالصراع المذهبي عند الحاجة والضرورة
  لم تكن الطائفية بأشكالها المختلفة وليداً جديداً أبداً في هذه المرحلة التي نمر بها، بل إنه يتم إعادة إنتاجها وقت الحاجة وبأنماط وأشكال مختلفة حسب الظروف السياسية والاجتماعية. وعندما نتحدث عن الطائفية المذهبية في منطقة الخليج تحديداً، فإنها بالتأكيد قد اختلفت ظهوراً وكموناً بناء على الظرف السياسي الذي تمرّ به المنطقة. يتولّد شعور عند البعض بأن المشكل الطائفي هو نتاج لصراع مذهبي بين مكوّنات المجتمع في الخليج، متناسين مراحل التعايش والانسجام بين هذه المكوّنات طوال فترات زمنية طويلة لم تكن الطائفية عنواناً لأي أزمة بينها، وهي مراحل في الغالب نتج عنها نشاط وطني واجتماعي مشترك أدى إلى بروز قوة أهلية ضاغطة ومتماسكة. لعلنا نتفق جميعاً على أن جذر الأزمة الطائفية المذهبية يكمن في استمرار العودة إلى مادة
 
مواضيع نشرت سابقا
وهل من شأنها، في المقابل، توفير الوسائل الكفيلة بكبحه؟
وهل من شأنها، في المقابل، توفير الوسائل الكفيلة بكبحه؟
هل أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي حقا في تمدّد الإسلام السياسي؟
هل أسهمت مواقع التواصل الاجتماعي حقا في تمدّد الإسلام السياسي؟
مواقع التواصل الاجتماعي والإسلام السياسي
وهل تدعم القوى الغربية وعلى رأسها أميركا مثل هذا الدور؟
وهل تدعم القوى الغربية وعلى رأسها أميركا مثل هذا الدور؟
هل تركيا مؤهّلة للعب دور فاعل في منطقة الخليج؟
هل تركيا مؤهّلة للعب دور فاعل في منطقة الخليج؟
علاقات تركيا ودول الخليج بعد سقوط حكم الإخوان في مصر